ضجيج زاهر
لا أعلم لأجل ماذا عليّ أن أعيش؟
ولمَ يجب عليّ أن أعيش أصلاً!
أهو من أجل أحلامي المغتصبة؟
أم لأجل حقوقي المنهوبة؟
أم لأجل أن ازداد ذنوباً كل يوم!
تتوارى الحياة أمام ناظري حازمة أمتعة أحلامي بحوزتها، تتساقط القوة المصطنعة من بين أصابعي المرتجفة، وتتلاشى السعادة رويداً رويدا ولا أمتلك منها سوى اسمي..
زاهر؟!
من غباء والدايّ حين اطلقوا عليّ هذا الاسم البغيض، عن أي زاهر يتحدثون!
ولماذا زاهر بالذات؟ ، ولِمَ عليّ أن أتحسر على هذا الاسم وكأنه ظُلِم بي!
آه يا إلهي لقد عاد الضجيج الذي لا يمكن أن ينسى سبيله إليّ كل مساء، وعادت نوبة الأسئلة التي يبدو عليها هذه المرة لن تحل عني حتى أفقد الوعي كالعادة .
ما زلتُ أتذكر أيام الطفولة العريقة وتحديداً اليوم الذي وقفتُ على عتبة منزل صديقي ليث لنذهب سوياً إلى النادي الرياضي..
فكان لصديقي ليث أباً ثرياً للغاية، ويطمح أن يكون ابنه ليث شهيراً في الصحف والمجلات فأختار له أن يصبح كاتباً!
بينما ليث لا يحبذ ذلك إطلاقاً بل ويهرب عن المنزل حتى لا يستمع لتوبيخ والده بتحقيق حلمٌ لا يحلم به.
حينها كنت واقفاً أسمع النقاش الحاد بين ليث و والده الثري الذي لا يريد لابنه أن يصبح لاعباً رياضياً كما يرغب ولن يسمح بذلك قط.
للحظة شعرتُ بألم شديد يعصر قلبي، فأنا منذ عرفت ذاتي وأنا أطمح بأن أصير كاتب ليس للشهرة فحسب وإنما من أجل حلمي أولاً، ومن أجلي ثانياً..
آه يا ليث كم أغبطك فأنت على الأقل تمتلك أباً يوفر لك كل ما تحتاجه حتى الهدوء النفسي؛ فقط لتكتب وتحقق مراده!
بينما أنا فأصبحتُ لا أكتب إلا بالقلم الرصاص لكي تنتهي أوراق مدونتي فأمحو كل ما سبق وأكتب مجدداً!
فأنا لا تتوفر لي حتى ورقة فارغة، حاولت ذات يوم أن أطلب من والدتي كتاباً، فقضيت ثلاث ساعات محدقاً في ساعة الحائط وهي ما تزال توبخني!
يا لها من طفولة زاهرة كاسمي!
وما زال هناك يوماً عالقاً في مخيلتي حتى اللحظة، اليوم الذي أعارني أستاذ "اللغة العربية" كتابه وأمهلني مدة محددة في قراءته لشدة حاجته إليه..
فأخذته أمي اللطيفة وجعلته حطاماً لموقدها، ومن يومها وأنا أخجل أن أذهب إلى المدرسة!
فأنا فتاً زاهراً يتيماً يصارع الفقر بكل حالاته، ويبتسم بوجه آلامه بحُبّ ليستلهم منها آمال أحرفه الركيكة.
آخخخ يا الله أكان هذا وقتاً مناسباً لانتهاء أسطر صفحتي الوحيدة؟!
منذ فترة لم أعد أكتب للحفاظ عليها، وها هي انتهت قبل أن ينتهي حديثي الـ...
#ضجيج_المساء
#زهور_أسحم
لا أعلم لأجل ماذا عليّ أن أعيش؟
ولمَ يجب عليّ أن أعيش أصلاً!
أهو من أجل أحلامي المغتصبة؟
أم لأجل حقوقي المنهوبة؟
أم لأجل أن ازداد ذنوباً كل يوم!
تتوارى الحياة أمام ناظري حازمة أمتعة أحلامي بحوزتها، تتساقط القوة المصطنعة من بين أصابعي المرتجفة، وتتلاشى السعادة رويداً رويدا ولا أمتلك منها سوى اسمي..
زاهر؟!
من غباء والدايّ حين اطلقوا عليّ هذا الاسم البغيض، عن أي زاهر يتحدثون!
ولماذا زاهر بالذات؟ ، ولِمَ عليّ أن أتحسر على هذا الاسم وكأنه ظُلِم بي!
آه يا إلهي لقد عاد الضجيج الذي لا يمكن أن ينسى سبيله إليّ كل مساء، وعادت نوبة الأسئلة التي يبدو عليها هذه المرة لن تحل عني حتى أفقد الوعي كالعادة .
ما زلتُ أتذكر أيام الطفولة العريقة وتحديداً اليوم الذي وقفتُ على عتبة منزل صديقي ليث لنذهب سوياً إلى النادي الرياضي..
فكان لصديقي ليث أباً ثرياً للغاية، ويطمح أن يكون ابنه ليث شهيراً في الصحف والمجلات فأختار له أن يصبح كاتباً!
بينما ليث لا يحبذ ذلك إطلاقاً بل ويهرب عن المنزل حتى لا يستمع لتوبيخ والده بتحقيق حلمٌ لا يحلم به.
حينها كنت واقفاً أسمع النقاش الحاد بين ليث و والده الثري الذي لا يريد لابنه أن يصبح لاعباً رياضياً كما يرغب ولن يسمح بذلك قط.
للحظة شعرتُ بألم شديد يعصر قلبي، فأنا منذ عرفت ذاتي وأنا أطمح بأن أصير كاتب ليس للشهرة فحسب وإنما من أجل حلمي أولاً، ومن أجلي ثانياً..
آه يا ليث كم أغبطك فأنت على الأقل تمتلك أباً يوفر لك كل ما تحتاجه حتى الهدوء النفسي؛ فقط لتكتب وتحقق مراده!
بينما أنا فأصبحتُ لا أكتب إلا بالقلم الرصاص لكي تنتهي أوراق مدونتي فأمحو كل ما سبق وأكتب مجدداً!
فأنا لا تتوفر لي حتى ورقة فارغة، حاولت ذات يوم أن أطلب من والدتي كتاباً، فقضيت ثلاث ساعات محدقاً في ساعة الحائط وهي ما تزال توبخني!
يا لها من طفولة زاهرة كاسمي!
وما زال هناك يوماً عالقاً في مخيلتي حتى اللحظة، اليوم الذي أعارني أستاذ "اللغة العربية" كتابه وأمهلني مدة محددة في قراءته لشدة حاجته إليه..
فأخذته أمي اللطيفة وجعلته حطاماً لموقدها، ومن يومها وأنا أخجل أن أذهب إلى المدرسة!
فأنا فتاً زاهراً يتيماً يصارع الفقر بكل حالاته، ويبتسم بوجه آلامه بحُبّ ليستلهم منها آمال أحرفه الركيكة.
آخخخ يا الله أكان هذا وقتاً مناسباً لانتهاء أسطر صفحتي الوحيدة؟!
منذ فترة لم أعد أكتب للحفاظ عليها، وها هي انتهت قبل أن ينتهي حديثي الـ...
#ضجيج_المساء
#زهور_أسحم