ابن قدامة المقدسي رحمه الله :
واعلم : أن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمة الناس وحب مدحهم فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق رضى الناس رجاء المدح
وخوفاً من الذم وذلك من المهلكات فوجبت معالجته ..
وطريق ذلك أن ننظر إلى الصفة التي مدحت بها إن كانت موجودة فيك فلا يخلو : إما أن يكون مما يفرح به كالعلم والورع
أو مما لا يصلح أن يفرح به كالجاه والمال
أما الأول : فينبغي أن يحذر من الخاتمة فإن الخوف منها شغل عن الفرح بالمدح ثم إن كنت تفرح بها على رجاء حسن الخاتمة فينبغي أن يكون فرحك بفضل الله عليك بالعلم والتقوى لا بمدح الناس
وأما القسم الثاني وهو المدح بسبب الجاه والمال فالفرح بذلك كالفرح بنبات الأرض الذي يصير عن قريب هشيماً
ولا يفرح بذلك إلا من قل عقله
وإن كنت خالياً عن الصفة التي مدحت بها ففرحك بالمدح غاية الجنون .
منهاج القاصدين (3/80)
واعلم : أن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمة الناس وحب مدحهم فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق رضى الناس رجاء المدح
وخوفاً من الذم وذلك من المهلكات فوجبت معالجته ..
وطريق ذلك أن ننظر إلى الصفة التي مدحت بها إن كانت موجودة فيك فلا يخلو : إما أن يكون مما يفرح به كالعلم والورع
أو مما لا يصلح أن يفرح به كالجاه والمال
أما الأول : فينبغي أن يحذر من الخاتمة فإن الخوف منها شغل عن الفرح بالمدح ثم إن كنت تفرح بها على رجاء حسن الخاتمة فينبغي أن يكون فرحك بفضل الله عليك بالعلم والتقوى لا بمدح الناس
وأما القسم الثاني وهو المدح بسبب الجاه والمال فالفرح بذلك كالفرح بنبات الأرض الذي يصير عن قريب هشيماً
ولا يفرح بذلك إلا من قل عقله
وإن كنت خالياً عن الصفة التي مدحت بها ففرحك بالمدح غاية الجنون .
منهاج القاصدين (3/80)