[فائدة في علم الوقف والابتداء]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرسل لي أحد الأصدقاء (أكثر الله من أمثاله) هذا المقطع يستفهم عن سبب وقف الشيخ الحصري رحمه الله على قوله تعالى ﴿وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ﴾ والابتداء بـ ﴿بِمَا صَبَرُوا۟﴾.
فقلتُ له بإيجاز: أولًا.. هذا المقطع من المصحف المرتل للشيخ محمود خليل الحصري برواية ورش عن نافع، وعدد آيات القرآن الكريم يختلف باختلاف القراءة، فعندنا ستة أنواع من العد؛ العد الكوفي، والبصري، والشامي، والمكي، والمدني الأول، والثاني؛ والإمام ورش عن نافع ينتمي إلى العد المدني الثاني.
ثانيًا: يَعُدُّ الحِجازيون وهم (المكي والمدنيان) قولَه تعالى: ﴿وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ﴾ رأس آية، وتبتدئ الآية الجديدة ﴿بِمَا صَبَرُوا۟﴾؛ وبناءً عليه فقد اختار الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله الوقف على رأس الآية، لكون الوقف على رؤوس الآيات سُنة عند جمهور العلماء، ولتوضيح وقفات رواية ورش عن نافع الخاصة بها.
حاشية:
ــــــــــــ
ورد في سورة الأعراف قولُه تعالى: ﴿بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ﴾ ثلاث مرات؛ الأولى:﴿فَأَرۡسِلۡ مَعِیَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ﴾، والثانية: ﴿وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ﴾، والثالثة: ﴿وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ﴾؛ اتفق القراء جميعًا على عَد الموضع الأول والثاني رأس آية، وعَدّ الحجازيون الموضع الثالث فقط، وفي هذا يقول العلامة الشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله في متن "الفرائد الحِسان في عَد آي القرآن" المقرر على طلاب معاهد القراءات الأزهرية:
واعدُد من النَّار، "وإسرَائِيلَ" فِي
ثَالثِهَـا عـن "الحِجَـازي" اقتفي
- خادم القرآن الكريم رشوان الأزهري.
https://t.me/El_minshawy