Posts filter


لن تستطيع الإحاطة بكل الفنون والعلوم، وحتى العلوم القريبة لتخصصك سيعسر عليك جدا ضبطها وإدراك تفاصيلها ..
وعندما يستقر هذا في ذهنك، ينبغي أن يدفعك هذا الشعور بالبعد إلى ضبط أسس تلك العلوم ومعرفة التاريخ والنشأة ومجالات الاتصال بالعلوم القريبة.
حين تصبح لديك معرفة بتاريخ الأفكار والمفاهيم وتتبع ولو "قليل" لتطور تلك العلوم ومواطن الاستمداد ومجالات الإمداد.. ترتقي وقتها ملكات معرفية ومهارية، وتختصر مسافات طويلة في إدراك المتغيرات، ويسهل عليك معرفة أهل تلك الفنون حقيقة وتمييزهم عن المدّعين.
وتتمكن من اختيار الكتب والأبحاث الرصينة من بين كم هائل من الزيف الذي يغطي الأفق المعرفي!


اقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعظم شخصية ..
اقرأ عن الأربعة وبقية العشرة ومشاهير الصحابة في سير الذهبي وأسد الغابة وغيرها.
اقرأ عن الأئمة الأربعة في ما كتبه التلاميذ وتلاميذهم عن مناقبهم
(ماكتبه أبوزهرة جدا جميل)
اقرأ عن الجويني وابن دقيق العيد وابن تيمية
والمتنبي وأبوتمام والمعري والتوحيدي وابن حزم وابن حجر .
اقرأ عن الشوكاني وابن عبدالوهاب ..
اقرأ عن توما الإكويني واسبينوزا ودافنيشي وديكارت ومونتين وبيكون وروسو وفولتير وهوبز وماركس وكانط وانجلز ودستويفسكي وتولستوي وراسل وكيركغارد وأنيشتاين وفوكو وتشومسكي ..

اقرأ عن الكبار دائما ..




لا بد من أطر النفس على تقبل كتابات المؤلفين والمدونين وخصوصا من يهمك أن تقرأ لهم ..
بعضهم صريحٌ مؤلم، وآخر يلغز ويعجم، وثالث يستطرد فينسي آخرُ كلامه أوله، ورابع يوجز الوجيز ويعتصر المعتصر ..
درّب نفسك على تقبل ذلك كلّه، واجعل ذائقتك تكتسب مرونة جيدة ولياقة عالية ..
من شأن هذا ألا تحرم الإبداع والمعرفة التي هي عند كل هؤلاء باختلافهم طرائقهم ..


عندما تعمل وتجتهد لتنمّي موهبة، أو تحسّن عادة، أو تطوّر فكرة .. ثقْ بأن أمورا أخرى -لم تقصدها - هي بدورها تتحسن وتتطور ..
‏تلك بركة الاجتهاد والمثابرة، وعاقبة الصبر والجَلَد .


‏نصيحة لا علاقة لها بنهاية سنة أو بداية أخرى ..

‏- راجع علاقتك بالقرآن ..
‏-جدد في من تتابعهم، وتقرأ لهم .
‏-اقرأ في فنون أهملتها طويلا .
‏-أعد ترتيب برنامجك اليومي الرتيب ..
‏-اقرأ تراجم أعظم الشخصيات في العالم ..

‏وفقك الله وأنالك أعظم مما ترجو وتحب ..


من أشق التحديات التي يواجهها طالب هو التكامل المعرفي .. هو يعلم يقينا أن العلوم تأخذ برقاب بعضها، ويرى أنه حين يجهل بعض العلوم كيف يعود عليه ذلك بالخلل حتى في تخصصه وفنّه الذي بذل له عمره ..
العلوم الشرعية ليست جزرا معزولة ، وحينها ينبغي في حق طالب العلم أن يتزود ولو بالحدّ الأدنى من بقية الفنون إن ضعفتْ همتُه .
أما أولئك المبرزون والمبدعون فلا يرضى الواحد منهم إلا أن يغترف قدرا واسعا من علوم الشريعة وما يخدمها من علوم الآلة.
يقول ابن حزم : "من اقتصر على علم واحد لا يطالع غيره أوشك أن يكون ضُحكة، وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثرَ مما أدرك منه، لتعلّق العلوم بعضها ببعض، وأنها دَرَجٌ بعضها إلى بعض".


مفارقة ..

بصيرة كيليطو عاشت كثيرا مع الكفيفين: المعري وبورخيس !


قراءة الضبط هي قراءة متكررة ورحلة طويلة مع الكتاب ..
كان محمد الرومي يعرف بالكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافية النحوية.
والأربلي عُرف بالتعجيزي لحفظه كتاب التعجيز.
وأحمد الواسطي عُرف بالوجيزي لعنايته بالوجيز وحفظه له.
وأظن أنه كان ينبغي تسمية المزني بالرسالي لكثرة تكراره وضبطه لرسالة الشافعي.
وابن باز بالبلوغي، فقد عاش حياته مع بلوغ المرام.




كيف يتميز فلانٌ على أصحابه، مع أن البيئة واحدة والمؤسسة التعليمة واحدة؟..
يرجع ذلك إلى عوامل متعددة تبدأ بوجود اختلاف وتفاوت في الاستعداد العقلي القبلي، وتعرض الشخص لتجارب حياتية متنوعة ومثرية، وتعزيز تلك القدرات العقلية بمزيد من التطوير والاستثمار العملي ( كالتحليل والربط والاستنتاج).
أضف إلى ذلك غوص العقل في التأمل والتفكر أثناء ممارسة القراءة والكتابة، مع انفتاح أكثر على أفكار أكثر جدّة ورصانة ..
هذا المتميز ستجد عنده أمورا لا تجدها عند غيره بنفس الدرجة والاهتمام : (تنظيم وإدارة الوقت، اهتمام عالٍ بالبرامج الموازية، تفاعل مع المعرفة ومصادرها وطرح الأسئلة الجيدة على الأساتذة)..


في درس النحو للعالم المتفنن د. محمد با جابر ، سألَ في أول الدرس عن مسألة من الدرس السابق .. فلم يجب أحد.
فقال الشيخ _وهو المعروف بلطفه- هذه واجبات يجب أن تؤدّى، منْ لا يراجع الدرس في البيت ويؤدي الواجبات، فليبحث له عن عمل غير العلم، يذهب للسوق للبيع والشراء هو خير له.. أما العلم فلا بد له من المراجعة.


ينشأ سؤال أو أسئلة أثناء القراءة أو الاستماع أو التفكير والتأمل .. السؤال المفيد منها هو السؤال المستفز لمخزونك المعرفي، الذي يظهر أحيانا أو كثيرا قلةَ الحصيلة أو ضعفَ الاستيعاب ونضوب الفكر .. ومن ثم يسلب منك هذا السؤال أو تلك
الأسئلة هناءة البال، واعتدال الحال .. فتهيم بحثا عن الإجابة هنا وهناك، ولا تطمئن إلا عندما تنتصر على هذا السؤال الشكِس ..
هذه الأحوال هي واردات نافعة وتجاوز للتحديات، يجب أن تكون بها حفيا.. أما خفض الرأس حتى تمر العاصفة فهو هروب للوراء وتمسك بالملاذات الآمنة !


إتقان عبدالرحمن بدوي للألمانية مكّنه من القراءة لفلاسفة وأدباء ألمانيا. وهنا ظهر تميز بدوي الفلسفي بغض النظر عن الصواب والخطأ .
كان بدوي يهيم بجوته، لكن كرع من نيتشه وهايدغر حتى امتلأ بالوجودية وشيء من فكر العبثية والتشاؤم.
في حين قرأ طه عبدالرحمن الأدب والفلسفة بالفرنسية والأنجليزية والألمانية واليونانية واللاتينية ، وفهم الفكر الغربي بعمق ، وكان ناقدا كبيرا له في مشروعه الفلسفي الأخلاقي ..


من أجمل ما قرأت في التقديم للكتب، ما سطّره خليل مطران في تقديمه لمختار البشري ..
بيانٌ عال، وإطراءٌ فخم لقلم البشري ..
كل عبارة كتبها عنه تستحق أن تبروز بالذهب..
خذ هذه الجملة :
" … الله الله في دقة الوصف، واستشفاف ألْطَفِ ما يتحرك به الحس في أطواء النفس، الله الله في روعة الأسلوب وصفاء العبارة، وبلاغة تمهيد الفواتيح للخواتيم."




يعجبني الشاب الذي لا يهدأ .. يبحث عن كل شيء يدفعُه للتحسّن، للترقّي، لإصلاح الأخطاء، للبناء والإثراء ..
يرى أن عليه أن يصعد دائما، يشاهد الثمرة في العلو، ولا يلتفت إليها وهي في الأرض ..
همّته وقّاده، وروحه متوثبة، وحالته في حركة لا تتوقف ..
يقول مالك بن نبي : " من يفقد القدرة على الصعود، لا يملك إلا أن يهوي بفعل الجاذبية" .






ما كتبه د. عبدالرزاق بلعقروز عن " الترابط بين الحقيقة والقيمة في فكر إسماعيل الفاروقي" شيء من الكلام العالي والتمتين البحثي الذي لا يحسن بطالب علم أن يتجاوزه، بل عليه أن يكرر قراءته !

20 last posts shown.