📝 إجاباتٌ لتَساؤلات.. وتَساؤلاتٌ على إجابات
بسمِ الله الرحمنِ الرحيم
إكمالا لِّمَا سَبقَ مِن المنشوراتِ التي قُمنا بنشرِها مُنذُ أكثرَ من شهرَين، والَّتي طَرَحنا فيها تَساؤلاتٍ شَرعيةً وواقعيةً عنِ [
الجبهةِ الوطنيةِ للتحريرِ] ووَجَّهناها بشكلٍ عامٍّ للمشايخِ المشرفينَ على تَشكيلِ هذا الفَصيلِ وجَمعِ أطرافِه، والمباركينَ لهُ بعدَ إنشائِه؛ فَقد
قُمنَا بتوجيه هذه الأسئلة مجدَّدًا منذُ عِدةِ أيامٍ بشكلٍ محَدَّدٍ إلى الشيخينِ الكريمَين:
▪️- د. عبدِ الله المحيسني
▪️- مُصلحِ العَلْياني
🔶 ثمَّ قُمنَا بَعدَها -مِن بابِ التأكدِ منَ الأمرِ- بنقلِ الأسئلةِ بشكلٍ مباشرٍ إلى الشيخِ عبدِ الله المحيسني -حفظهُ الله- والَّذي كانَ جوابُهُ عنها كمَا يَلي:
«الجوابُ على ما ذَكرتُم يَحتاجُ مَزيدَ بَسْطٍ لكنَّ خلاصتَهُ وأَحَدَ الإيراداتِ المعتبَرةِ في ذلكَ أنَّ الجبهةَ الوطنيةَ لَيسَتْ كِيانًا جديدًا، ولا حتى صَهْرًا لكِيانَات، بَل هيَ كياناتٌ قديمةٌ مَعروفَة، مَعروفٌ مَنهجُها، مَنشورٌ مِيثاقُها مِن يومِ تأسيسِها، واجتمعتْ تَحتَ مِظلةٍ جَبهويةٍ واحدةٍ بِهدفِ تَقويةِ الموقفِ خارجيًّا والتنسيقِ عَسكريًّا لا غَير..
فالكُلُّ يُدرِكُ أنَّ الأحرارَ همُ الأحرارُ بأميرِهم ومُعسكراتِهِم ومِيزانيَّتِهِم وجبَهاتِهِم وشُورَاهُم وغيرِ ذلك، والفيلقُ كذلك، والبقيةُ كذلكَ أيضًا..
فهوَ أَشْبَهُ بجيشِ الفتحِ، وأَشمَلُ مِن جُزئيَّةِ الإعلام..
هذا أحدُ الإيضاحات، وهناكَ غيرُها مِمَّا لا يَسَعُ المَقامُ لذِكرِها..» اهـ.
🔷 وقد بَيَّنَّا للشيخِ أنَّا نَحترمُ رأيَهُ هذا، لكِنَّ لنا تعقيبًا عليهِ في عدةِ نقاطٍ نَختصرُها في:
🏮- أنَّ هذا الكيانَ -بِغَضِّ النظرِ عن صِفَتِهِ- يَبقَى كيانًا قائمًا بذاتِهِ في نِهايةِ المَطَاف، ولا بُدَّ أنَّ الأطرافَ الَّتي اجتمَعَتْ فيهِ جَمعَتْها أهدافٌ ومَبادئُ مُعيَّنة، خاصَّةً أنَّها أطرافٌ مُتَباعدةٌ جِدًّا في الصَّلاحِ والنَّقاءِ والأهدافِ والغايات، وبَينَها -فيمَا مَضى- قِتالٌ وثاراتٌ قَديمَةُ وتنافسٌ شَديد، ولا يُمكِنُ أنْ تَتَجاوزَ كلَّ هذا وتجتمعَ في هذا الكيانِ إلا لِهدَفٍ وغايةٍ ومَكسَبٍ أكبرَ مما تنالُهُ مُتَفرقة، أو مبدإ شرعيٍّ يَجمعُها على ما يُرضِي الله ويَدفعُها لطيِّ صفحةِ الماضِي وتجاوزِ حُظوظِ النُّفوس.
🏮- أنَّ هذا الكيانَ سيُصدِرُ رأيَهُ ومواقفَهُ الكبيرةَ والمُؤَثرةَ باسمِه، ولن يَّخرُجَ كلُّ طَرَفٍ بِبَيانٍ مستقِل، وعندَ النقاشِ والاجتِماعِ وتَبادُلِ الآراءِ لاتخاذِ أيِّ قرارٍ ستَكونُ هناكَ خُطوطٌ عَريضةٌ وأهدافٌ يَسعى الكيانُ لتحقيقِها والحفاظِ عليها، وخُطوطٌ حَمراءُ لا يُمكِنُ تَجاوُزُها، ولا يُحدِّدُ هذهِ الأمورَ إلا الميثاقُ والمنهجُ الذي وضَعَهُ هذا الكيانُ لنَفسِه، وإلا فإنَّ مَناهجَ أطرافِهِ مُتناقِضةٌ في مَسائلَ بَيِّنةٍ جدا؛ ومِنها على سبيلِ المثالِ مَنهجُ الأحرارِ [الأصليُّ] الرافضُ للديمقراطية، والرافضُ من بابِ أَولى للعلمانيةِ والعِلمانِيِّين، بَينَما الزِّنكيُّ مَنهجُهُ في هذا البابِ لَيسَ فيهِ خَطٌّ أحمرُ على ما يَبدو، وقد تَّكُونُ عندهُ تَخريجاتٌ شرعيةٌ للأمرِ مِن وِجهةِ نظرِه، لكنَّ هذا مجردُ مثالٍ للتناقضِ الصارخِ بينَ مُكَوِّنَينِ فقط مِن مُكوِّناتِ هذا الفصيلِ في أَهمِّ الأسُسِ الشَّرعيةِ التي قامَ من أجلِها سوقُ الجهادِ في الشامِ وهيَ حاكِميَّةُ الشريعة، هذا فَضْلا عنِ التناقضِ بينَ بقيةِ المكوِّنات، ولا نَدرِي هل لا زالَ الأحرارُ الجُدُدُ على نَفسِ المنهجِ الأصليِّ أمْ أنهُم تَحوَّلُوا لمنهجِ الزِّنكيّ؟، لكن يَّبقى هذا مجردَ مِثالٍ مِن أمثلةٍ كثيرةٍ شاهدةٍ على ما نَقول.
2/1 يُتبَع..🕯 T.me/ALWATHAEQ_Port