ـ ما الإسلام؟ ولماذا سمي كذلك؟
الإسلام: الخضوع لله، وتسليم النفسِ والأمرِ إليه سبحانه.
أي إقامة العلاقة بين الإنسان وربه على مبدأ "السمع والطاعة" .
قد يشعر امرؤ بأنه لا سلطان لأحد في الأرض والسماء عليه، وأنه يفعل ما يَهوَى دون ارتباط بتوجيه ما. وقد يُقبَل هذا الشعور في تحديد العلاقة بين إنسان وإنسان مثله، أما بين الإنسان وربه الذي خلقه بقدرته، وربَّاه بنعمته، ورسم له طريقًا مستقيمًا، وأمره أن يسير عليه ـ فلا مكان لهذا التمرد والشموخ.
إذ الواجب أن يجعل الإنسانُ نفسَه تابعًا لمراد الله، أو الشخصَ الذي يتلقَّى التعليمات من أعلى ويرى ضرورة التزامها. قال الله تعالى: (ومن يُسلِم وجهَه إلى اللهِ وهو مُحسنٌ فقد استَمسَك بالعُروةِ الوُثقَى وإلى اللهِ عاقبةُ الأمورِ) (لقمان: 22) .
وماذا يمكن أن تكون العلاقة بين الخالق والمخلوق؟
بين موجود سيقضي على ظهر الأرض بضع عشرات من السنين، تقل أو تكثر، ثم يرجع بعد ذلك إلى مَن أوجده؟
أتكون علاقة تجاهل أم معرفة؟
أتكون علاقة تمرد أم خضوع؟
إنه طبيعي جدًّا أن يعرف الإنسان هذا الرب الكبير، وأن يرتبط بأمره ونهيه، وأن يتوجه وَفْقَ هَدْيه، وهذا هو معنى الإسلام وهو المعنى الذي قرره المرسَلون.
قال تعالى: (إن الدينَ عند اللهِ الإسلامُ) (آل عمران: 19) .
والمرء إذ يُعلن خضوعَه لله واحترامه لوصاياه، وانقيادَه المطلَق لتوجيهه سبحانه ـ يتجاوب مع الكون كله الساجد لربه، الهاتف بمجده: (أفغيرَ دينِ اللهِ يَبغُونَ. وله أَسلَمَ مَن في السماواتِ والأرضِ طَوعًا وكَرهًا وإليه يُرجَعون) (آل عمران: 83)
ويُخطئ مَن يظن الإسلام عنوانًا خاصًّا بالدين الذي جاء به "محمد" منذ خمسة عشر قرنًا، إن الإسلام عنوان لجميع الرسالات التي هَدَت الناس من بَدْء الخليقة إلى يوم الناس هذا.
صحيح أن حقيقة الإسلام بلَغَت تمامَها، وأخذت صورتها الأخيرة في رسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيد أن هذا العنوان أطلقه القرآن الكريم على ما بلَغه أنبياء الله كلهم دون استثناء.
إن إسرائيل ـ وهو لقب التشريف ليعقوب ـ ليس إلا نبيًّا دعا إلى الإسلام وتشبََّث به ومات عليه وأوصى به أولاده: (أم كُنتُمْ شُهَداءَ إذ حضَرَ يعقوبَ الموتُ إذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبدون من بعدي قالوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وإلهَ آبائِكَ إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ إلهًا واحدًا ونحنُ له مُسلمونَ) (البقرة: 133) .
والواقع أن الدولة التي تُسمَّى اليوم بـ "إسرائيل" هي اسم بلا مسمًّى، وعَلَم على وَهْم كبير؛ لأن إسلامها لله صفر أو قريب من الصفر.
وكان عيسى يعلِّم أتباعَه الانقيادَ لله وصدق عبوديته. وتأمَّل في هذه الآية: (وإِذْ أَوْحَيْتُ إلى الحواريِّينَ أن آمِنوا بي وبرسولي قالوا آمنَّا واشهَد بأنَّنا مسلمونَ) (المائدة: 111) .
ويشمل وصفُ الإسلام جميعَ الأنبياء الذين نفّذوا الأحكام السماوية بدءًا من عهد التوراة إلى اليوم. قال تعالى: (إنا أنزَلنا التوراةَ فيها هدًى ونورٌ يَحكمُ بها النبيون الذين أسلَموا للذين هادُوا والربانيون والأحبارُ بما استُحفِظوا من كتابِ اللهِ وكانوا عليه شهداء) (المائدة: 44) .
ولا يصح الإسلام إلا باكتمال حقيقتين مهمتين؛ أولاهما حسنُ معرفة الله، وتصور الألوهية بأمجادها كلها. فلا يعَدُّ مسلمًا من أشرك بالله شيئًا، أو نسَب لله ولدًا، أو ظنَّ الذات العليا مُتَلَبِّسة بالعالَم حالّةً في الكون الذي نعيش فيه. لابد من العلم الصحيح بالله. ويجيء بعد ذلك الانقياد له وتنفيذ أوامره.
وفي القرآن الكريم فيض غامر من تنزيه الله، والثناء عليه، وإحصاءٍ لأسمائه الحسنى وصفاته العُلَى، وإبرازٍ لمعالم العظمة الإلهية ـ لا مثيل له في كتاب قديم أو حديث سماوي أو أرضي.
فأنت تُحس عند قراءة القرآن بالشهود الإلهي على كل شيء والهيمنة المطلقة (له غيبُ السماواتِ والأرضِ أَبصِرْ به وأَسمِعْ ما لهم من دونِه من وليٍّ ولا يُشرِكُ في حكمِه أحدًا) (الكهف: 26) .
وكيف لا يُسلِم المرء نفسَه لمَن خلَق كل شيء ودبَّر كل أمر، وملَك السمعَ والأبصار، وقلَّب الليل والنهار، وأرسل الرياح لواقِحَ، وفرَّج الكروب، وأخرج الحَيارَى من الظلمات إلى النور؟ وفي القرآن الكريم إنكار شديد وغضب هائل على من ينسُب لله ابنًا، أو يجعل له بعباده شَبَهًا: (قالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه هو الغنيُّ له ما في السماواتِ وما في الأرضِ إنْ عندَكم من سلطانٍ بهذا أتقولون على اللهِ ما لا تعلمون. قل إن الذين يَفتَرون على الله الكذبَ لا يُفلحون) (يونس: 68،69) .
وبعد إثبات هذه الحقيقة في صحة المعرفة بالله تجيء الحقيقة الأخرى. وأساسها الانقياد التام لله، والاصطباغ بطاعته.
الإسلام: الخضوع لله، وتسليم النفسِ والأمرِ إليه سبحانه.
أي إقامة العلاقة بين الإنسان وربه على مبدأ "السمع والطاعة" .
قد يشعر امرؤ بأنه لا سلطان لأحد في الأرض والسماء عليه، وأنه يفعل ما يَهوَى دون ارتباط بتوجيه ما. وقد يُقبَل هذا الشعور في تحديد العلاقة بين إنسان وإنسان مثله، أما بين الإنسان وربه الذي خلقه بقدرته، وربَّاه بنعمته، ورسم له طريقًا مستقيمًا، وأمره أن يسير عليه ـ فلا مكان لهذا التمرد والشموخ.
إذ الواجب أن يجعل الإنسانُ نفسَه تابعًا لمراد الله، أو الشخصَ الذي يتلقَّى التعليمات من أعلى ويرى ضرورة التزامها. قال الله تعالى: (ومن يُسلِم وجهَه إلى اللهِ وهو مُحسنٌ فقد استَمسَك بالعُروةِ الوُثقَى وإلى اللهِ عاقبةُ الأمورِ) (لقمان: 22) .
وماذا يمكن أن تكون العلاقة بين الخالق والمخلوق؟
بين موجود سيقضي على ظهر الأرض بضع عشرات من السنين، تقل أو تكثر، ثم يرجع بعد ذلك إلى مَن أوجده؟
أتكون علاقة تجاهل أم معرفة؟
أتكون علاقة تمرد أم خضوع؟
إنه طبيعي جدًّا أن يعرف الإنسان هذا الرب الكبير، وأن يرتبط بأمره ونهيه، وأن يتوجه وَفْقَ هَدْيه، وهذا هو معنى الإسلام وهو المعنى الذي قرره المرسَلون.
قال تعالى: (إن الدينَ عند اللهِ الإسلامُ) (آل عمران: 19) .
والمرء إذ يُعلن خضوعَه لله واحترامه لوصاياه، وانقيادَه المطلَق لتوجيهه سبحانه ـ يتجاوب مع الكون كله الساجد لربه، الهاتف بمجده: (أفغيرَ دينِ اللهِ يَبغُونَ. وله أَسلَمَ مَن في السماواتِ والأرضِ طَوعًا وكَرهًا وإليه يُرجَعون) (آل عمران: 83)
ويُخطئ مَن يظن الإسلام عنوانًا خاصًّا بالدين الذي جاء به "محمد" منذ خمسة عشر قرنًا، إن الإسلام عنوان لجميع الرسالات التي هَدَت الناس من بَدْء الخليقة إلى يوم الناس هذا.
صحيح أن حقيقة الإسلام بلَغَت تمامَها، وأخذت صورتها الأخيرة في رسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيد أن هذا العنوان أطلقه القرآن الكريم على ما بلَغه أنبياء الله كلهم دون استثناء.
إن إسرائيل ـ وهو لقب التشريف ليعقوب ـ ليس إلا نبيًّا دعا إلى الإسلام وتشبََّث به ومات عليه وأوصى به أولاده: (أم كُنتُمْ شُهَداءَ إذ حضَرَ يعقوبَ الموتُ إذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبدون من بعدي قالوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وإلهَ آبائِكَ إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ إلهًا واحدًا ونحنُ له مُسلمونَ) (البقرة: 133) .
والواقع أن الدولة التي تُسمَّى اليوم بـ "إسرائيل" هي اسم بلا مسمًّى، وعَلَم على وَهْم كبير؛ لأن إسلامها لله صفر أو قريب من الصفر.
وكان عيسى يعلِّم أتباعَه الانقيادَ لله وصدق عبوديته. وتأمَّل في هذه الآية: (وإِذْ أَوْحَيْتُ إلى الحواريِّينَ أن آمِنوا بي وبرسولي قالوا آمنَّا واشهَد بأنَّنا مسلمونَ) (المائدة: 111) .
ويشمل وصفُ الإسلام جميعَ الأنبياء الذين نفّذوا الأحكام السماوية بدءًا من عهد التوراة إلى اليوم. قال تعالى: (إنا أنزَلنا التوراةَ فيها هدًى ونورٌ يَحكمُ بها النبيون الذين أسلَموا للذين هادُوا والربانيون والأحبارُ بما استُحفِظوا من كتابِ اللهِ وكانوا عليه شهداء) (المائدة: 44) .
ولا يصح الإسلام إلا باكتمال حقيقتين مهمتين؛ أولاهما حسنُ معرفة الله، وتصور الألوهية بأمجادها كلها. فلا يعَدُّ مسلمًا من أشرك بالله شيئًا، أو نسَب لله ولدًا، أو ظنَّ الذات العليا مُتَلَبِّسة بالعالَم حالّةً في الكون الذي نعيش فيه. لابد من العلم الصحيح بالله. ويجيء بعد ذلك الانقياد له وتنفيذ أوامره.
وفي القرآن الكريم فيض غامر من تنزيه الله، والثناء عليه، وإحصاءٍ لأسمائه الحسنى وصفاته العُلَى، وإبرازٍ لمعالم العظمة الإلهية ـ لا مثيل له في كتاب قديم أو حديث سماوي أو أرضي.
فأنت تُحس عند قراءة القرآن بالشهود الإلهي على كل شيء والهيمنة المطلقة (له غيبُ السماواتِ والأرضِ أَبصِرْ به وأَسمِعْ ما لهم من دونِه من وليٍّ ولا يُشرِكُ في حكمِه أحدًا) (الكهف: 26) .
وكيف لا يُسلِم المرء نفسَه لمَن خلَق كل شيء ودبَّر كل أمر، وملَك السمعَ والأبصار، وقلَّب الليل والنهار، وأرسل الرياح لواقِحَ، وفرَّج الكروب، وأخرج الحَيارَى من الظلمات إلى النور؟ وفي القرآن الكريم إنكار شديد وغضب هائل على من ينسُب لله ابنًا، أو يجعل له بعباده شَبَهًا: (قالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه هو الغنيُّ له ما في السماواتِ وما في الأرضِ إنْ عندَكم من سلطانٍ بهذا أتقولون على اللهِ ما لا تعلمون. قل إن الذين يَفتَرون على الله الكذبَ لا يُفلحون) (يونس: 68،69) .
وبعد إثبات هذه الحقيقة في صحة المعرفة بالله تجيء الحقيقة الأخرى. وأساسها الانقياد التام لله، والاصطباغ بطاعته.