«الفصل الثاني»
" في الحقيقة تحضرني الكثير من القصص كقصة أرض الثعابين وقصة صانع بنطال الجينز، ولكنني سأقص عليك قصة ربما هي الأقرب لحالتك الآن.
إنها قصة العامل الذي لا يملك بريدا إلكترونيا .."
منحته كامل انتباهي وقلت بشغف ولهفة: "وما تلك القصة؟"
"إنها قصة رجل حدثت له مشكلة كانت مشكلته سببا حقيقيا لنجاحه وتفوقه في الحياة، فلقد كان عاملا فقيرا كل همه أن يجد عملا مناسبا لمستواه فحرص على التقدم لشركة مايكرو سوفت ليصير عامل نظافة فيها، وفي المقابلة التي جرت بينه وبين المسئول عن التوظيف قال له: اترك بريدك الإلكتروني لنرسل لك، فقال له إنني لا أمتلك بريدا إلكترونيا، فقال له المدير: من لا يمتلك بريدا إلكترونيا ليس موجودا ولا يستحق العمل، فانصرف الرجل منكسرا متحطما فلقد كان بحاجة ماسة لذلك العمل، وما كان في حوزته إلا عشرة دولارات فقط ...
عند هذه النقطة يقف الكثير من الناس متحيرين تائهين، لا يعرفون كيف يتقدمون لكن هذا الرجل اللبيب أحسن التفكير في الأمر فحول أزمته لمنحة کبری، فبينما هو يمشي منكسر الخاطر إذ خطرت له فكرة كانت سبب تحول حياته، ولأنه إيجابي حقا فقد قرر ونفّذ ولم يقف مكتوف اليدين يبكي على فرصته الضائعة ويندب حظه كما يفعل شباب اليوم، لقد تحرك فورا وكانت حركته سبب نجاحه وتغير ظروفه، فذهب الرجل إلى متجر الخضر، وابتاع صندوقا من الطماطم، ثم أخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم بسعر يزيد قليلا عن ثمنها بالمتجر، لأنه يوصلها حتى المنزل، ففرغ الصندوق بسرعة، فعاد واشترى غيره وواصل مروره على المنازل، فنجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية ثلاث مرات إلى أن عاد إلى منزلة في نفس اليوم وهو يحمل ستين دولارا بدل العشرة أدرك الرجل بأنه يمكنه العيش بهذه الطريقة فأخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ولا يرجع إلا ليلاً . وحينما تضاعفت أرباحه قام بشراء عربة ثم شاحنة حتى أصبح لدية أسطولا من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن وبعد خمس سنوات فقط أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة.
وفي إحدى تعاملاته مع واحدة من أكبر الشركات طلب منه موظف الشركة أن يعطيه بريده الإلكتروني فأجاب الرجل ولكنني لا أملك بريدا إلكترونيا! رد عليه الموظف بتعجب: لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة فماذا كنت ستفعل لو أن لديك بريداً إلكترونيا . فأين كنت ستكون؟ أجاب الرجل بلا تردد عامل نظافة في مايكروسوفت
وبهذا تحولت حياة الرجل الذي كان موشكا على أن يصير مجرد عامل فقير لا يجد ما يكفيه ليعول نفسه وأسرته فصار صاحب شركات كبرى .. وكانت مشكلته سبب نجاحه وتفوقه .. هل فهمت ؟"
" يالها من قصة جميلة حقا، لكن هل تعتقد أن كل مشكلاتنا يمكنها أن تتحول لسبب في نجاحنا وتقدمنا كتلك المشكلة؟"
" وبإمكاننا جميعا إن أردنا - أن نحول مشكلاتنا لسبب نجاحنا، ولكن الكثير منا على العكس من ذلك يجعل من نفسه ضحية الظروف، ويجيد لعب دور الضحية، ويجد بذلك المبرر الذي يعلق عليه فشله، ويريح نفسه بذلك من عناء البحث والمحاولة.
أنا أعتقد أن كل مشكلة فيها بذرة صغيرة لنجاح كبير، ونحن من يختار، إن أخطر شيء يمكن أن تمر به فيهزمك ويحطمك حقا هو التشاؤم؛ لأنه يقودك للبقعة الأشد ظلاما والأكثر خطورة .. إلى اليأس واليأس معادل للموت؛ ذلك لأنه سيتركك في مكانك جامدا لا تتحرك، فتصبح بعد فقدانك للأمل خاويا من الداخل أجوف .. وكأنك جسد بلا روح .. فلا تزال تنهار ... ولا تزال تنتقل من مشكلة إلى أسوأ منها" ...
ولكنني لا أستطيع أن أفهم حقا كيف يكون للافكار كل تلك القوى المؤثرة على حياتنا
نلقاكم على خير في الأسبوع المقبل إن شاء الله مع أحداث شيقة..
" في الحقيقة تحضرني الكثير من القصص كقصة أرض الثعابين وقصة صانع بنطال الجينز، ولكنني سأقص عليك قصة ربما هي الأقرب لحالتك الآن.
إنها قصة العامل الذي لا يملك بريدا إلكترونيا .."
منحته كامل انتباهي وقلت بشغف ولهفة: "وما تلك القصة؟"
"إنها قصة رجل حدثت له مشكلة كانت مشكلته سببا حقيقيا لنجاحه وتفوقه في الحياة، فلقد كان عاملا فقيرا كل همه أن يجد عملا مناسبا لمستواه فحرص على التقدم لشركة مايكرو سوفت ليصير عامل نظافة فيها، وفي المقابلة التي جرت بينه وبين المسئول عن التوظيف قال له: اترك بريدك الإلكتروني لنرسل لك، فقال له إنني لا أمتلك بريدا إلكترونيا، فقال له المدير: من لا يمتلك بريدا إلكترونيا ليس موجودا ولا يستحق العمل، فانصرف الرجل منكسرا متحطما فلقد كان بحاجة ماسة لذلك العمل، وما كان في حوزته إلا عشرة دولارات فقط ...
عند هذه النقطة يقف الكثير من الناس متحيرين تائهين، لا يعرفون كيف يتقدمون لكن هذا الرجل اللبيب أحسن التفكير في الأمر فحول أزمته لمنحة کبری، فبينما هو يمشي منكسر الخاطر إذ خطرت له فكرة كانت سبب تحول حياته، ولأنه إيجابي حقا فقد قرر ونفّذ ولم يقف مكتوف اليدين يبكي على فرصته الضائعة ويندب حظه كما يفعل شباب اليوم، لقد تحرك فورا وكانت حركته سبب نجاحه وتغير ظروفه، فذهب الرجل إلى متجر الخضر، وابتاع صندوقا من الطماطم، ثم أخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم بسعر يزيد قليلا عن ثمنها بالمتجر، لأنه يوصلها حتى المنزل، ففرغ الصندوق بسرعة، فعاد واشترى غيره وواصل مروره على المنازل، فنجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية ثلاث مرات إلى أن عاد إلى منزلة في نفس اليوم وهو يحمل ستين دولارا بدل العشرة أدرك الرجل بأنه يمكنه العيش بهذه الطريقة فأخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ولا يرجع إلا ليلاً . وحينما تضاعفت أرباحه قام بشراء عربة ثم شاحنة حتى أصبح لدية أسطولا من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن وبعد خمس سنوات فقط أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة.
وفي إحدى تعاملاته مع واحدة من أكبر الشركات طلب منه موظف الشركة أن يعطيه بريده الإلكتروني فأجاب الرجل ولكنني لا أملك بريدا إلكترونيا! رد عليه الموظف بتعجب: لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة فماذا كنت ستفعل لو أن لديك بريداً إلكترونيا . فأين كنت ستكون؟ أجاب الرجل بلا تردد عامل نظافة في مايكروسوفت
وبهذا تحولت حياة الرجل الذي كان موشكا على أن يصير مجرد عامل فقير لا يجد ما يكفيه ليعول نفسه وأسرته فصار صاحب شركات كبرى .. وكانت مشكلته سبب نجاحه وتفوقه .. هل فهمت ؟"
" يالها من قصة جميلة حقا، لكن هل تعتقد أن كل مشكلاتنا يمكنها أن تتحول لسبب في نجاحنا وتقدمنا كتلك المشكلة؟"
" وبإمكاننا جميعا إن أردنا - أن نحول مشكلاتنا لسبب نجاحنا، ولكن الكثير منا على العكس من ذلك يجعل من نفسه ضحية الظروف، ويجيد لعب دور الضحية، ويجد بذلك المبرر الذي يعلق عليه فشله، ويريح نفسه بذلك من عناء البحث والمحاولة.
أنا أعتقد أن كل مشكلة فيها بذرة صغيرة لنجاح كبير، ونحن من يختار، إن أخطر شيء يمكن أن تمر به فيهزمك ويحطمك حقا هو التشاؤم؛ لأنه يقودك للبقعة الأشد ظلاما والأكثر خطورة .. إلى اليأس واليأس معادل للموت؛ ذلك لأنه سيتركك في مكانك جامدا لا تتحرك، فتصبح بعد فقدانك للأمل خاويا من الداخل أجوف .. وكأنك جسد بلا روح .. فلا تزال تنهار ... ولا تزال تنتقل من مشكلة إلى أسوأ منها" ...
ولكنني لا أستطيع أن أفهم حقا كيف يكون للافكار كل تلك القوى المؤثرة على حياتنا
نلقاكم على خير في الأسبوع المقبل إن شاء الله مع أحداث شيقة..