💡
من #إدلب
إلى #دمشق
تجربة للخبرة وليست للأسر📍 حين تنتقل من مكان لآخر خذ حصيلة تجاربك وخبراتك، لكن لا تأخذ عقلية المكان الأول للثاني، فغالبا تختلف السياقات، وتتباين الظروف، وهذا خلل يُلاحظ اليوم على كثير من الثوار أصحاب السبق في إدارة، وتنظيم المناطق المحررة سابقا، لكن اليوم يُخشى عليهم الفشل بسبب سحبهم لعقلية الإدارة الأولى على عموم #سوريا دون مراعاة الاختلافات والسياقات...
📌 لأكون محددا سأوضح أكثر، في السابق كانت الثورة تدير أقل من محافظة سورية، غالب سكانها الفاعلين مجتمعيا من لون واحد طائفيا، وعرقيا، وسياسيا، يجمعهم التوتر والخوف من عدو يتربص بهم، ويتربصون به، محشورين في منطقة صغيرة ضيقة، محدودة الموارد جدا، فقيرة الإمكانات، لذلك أنشأ هؤلاء الناس نموذجا إداريا يتفوق نسبيا على منافسيه في ذلك الوقت ( النظام البائد / #قسد ) عبر تطوره الدائم، ومرونته، وقيمه الأخلاقية، لكنه في النهاية يناسب المنطقة المحدودة، الفقيرة، المتجانسة، ولم يسلم من أخطاء، وتقصير، وكثير من الانتقاد، لاشك أن بعضه محق للغاية...
⚠️ اليوم بات رواد النموذج الإداري المتطور نسبيا في وقته على منافسيه أمام استحقاق أكبر، وهو إدارة كل #سوريا بتناقضاتها، وحجمها، وتعداداها، ومورادها الأوسع، وظن بعض المتحمسين أن محاكاة نموذج #إدلب السابق سينجح تعميمه على كل سوريا (
نظرية التحول من مكان لآخر مع سحب عقلية المكان القديم للجديد دون مراعاة الظروف والسياقات ) لتأتي الصدمة أنه لا يصلح، فيعقبها شعور المرارة، ثم الصدمة، فالانسحاب...
✅
طبيعة الأشياء تخبرنا أن الحماس الكبير دون تفكير عقلاني ستعقبه صدمة، والصدمة ستورث الانسحاب، والانسحاب سيورث التفكير العقلاني، ثم يأتي التوازن ليقود التقدم البطيء...
لذلك ما يحصل الآن في كثير من مؤسسات الدولة السورية الجديدة متوقع جدا، وكلما استعجلنا في المعايرة المنطقية لتجربتنا السابقة كلما أسرعنا في النهوض من الكبوة وحققنا مزيدا من التقدم...
✅
أنصح إخواني الأبطال من رجال الدولة السورية الجديدة بأن يستفيدوا من تجربة #إدلب
لكن لا يأسروا إبداعهم لها، لا تحقروها، وبنفس الوقت لا تعطوها أكبر من حجمها، إن إدلب على فضلها ليس كل سوريا، وسوريا بغناها الثقافي والحضاري وثقلها لا تختصر بمحافظة واحدة منها مهما فَضُلَت، أو مدينة مفردة مهما كَرُمَت، لذلك كما استوعبتم واقع إدلب الصعب، وابتكرتم له نموذجا يذلل عقباته، ستستوعبون واقع سوريا الأصعب، وستبتكرون نموذجا يفكك عقده، وإن الاعتراف بالتقصير مع العمل على تطوير الذات، والاستفادة من الخبرات الوطنية الإدارية السورية يسهل المهمة، ويساعد على النجاح.نور الدين البابا