● من عادة البدو الرُّحَّل أنهم يسكنون بيوت الشعر وحولهم حلالهم أي ما أنعم الله عليهم من أغنام وإبِل..
يُحكى بأن بدويا قام بنحر جمله ذات يوم ماطر وبارد جدا، وكان يريد دعوة جيرانه المحيطين به ليتناولوا الدسم معه في ذلك البرد ويُوزع بقية المقسوم على بيوتهم في نهاية وجبة العشاء، فأرسل أحد اعوانه أو خدمة يدعو الناس للعشاء..
إلا أن المِرسال لم يعزم الناس للعشاء بل أخذ يصرخ وينادي بأن بيت أبوفلان (صاحب الدعوة) وقع على عائلته وحلاله أفزعوا لنا لرفعه وإنقاذه..
وفعلا فزع ناس، بل قليل من الناس.. وعندما وصلوا البيت وجدوا البيت مرفوعا والنار تشتعل وقدور اللحم على النار وكل شيء على مايرام.. لكن الذين حضروا عددهم قليل وأكثرهم ليسوا من الوجوه المُقربة لصاحب الدعوة !!
نادى صاحب البيت الداعي يسأله عن غياب معظم الناس.. فقال له الداعي أنا لم أقُم بدعوتهم للعشاء بل قلت أن بيتك وقع على عائلتك وحلالك وطلبت فزعتهم..
فلم يفزع لك إلا الذين تراهم وأظنهم هم الذين يستحقون التكريم والعشاء وعائلاتهم..
الناس لا تعرفهم إلا عند حاجتك لهم، فقد يتخلى عنك أقرب المقربين ويقف بجانبك من لا تتوقع منه ذلك..
فلا تخدعنك المظاهر ولا القرابة ولا الروابط العائلية.. فهدوء المقابر لا يعني أن الجميع بالجنة يتقلبون بالنعيم ..
نحن بحاجة كل حين إلى مِرسال مثل ذلك الذي أرسله البدوي لدعوة جيرانه ومن يظنهم خلانه، لنكشف حقيقة البشر !
نسأل الله تعالى أن يُغنينا ويكفينا بحلاله عن حرامه وبطاعته عن معصيته وبفضله عمّن سواه ..
○
@jannahbook20○
https://chat.whatsapp.com/J5j7dXRDJZEL2LP864xVLP