قناة الشيخ الصادق أبي عبدالله الهاشمي (الحكمة والأثر):
القول بأن معنى نفي الكفر عمن وقع في مكفر من المسلمين، في كلام السلف وكلام ابن تيمية، هو نفي للكفر المعذب عليه، لا نفي لاسم الكفر؛ هو عبث وغبث علمي، فليس هناك عند الإطلاق شيء اسمه نفي الكفر المعذب عليه، بل هو من البدع والمحدثات من انتخال الخلف، وإلا لصح أن نقول إن أهل الفترة ليسوا بكفار، وأن اليهود والنصارى وغيرهم ممن لم يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسوا بكفار، ولا شك أن هذا القول غاية في القبح والضلال والزندقة، وما ألجأ القوم إليه إلا أنهم اعتقدوا قولا ظنوه صوابا وحقا؛ فذهبوا ينتحلون الأقوال المتكلفة المبتدعة والمعاني القبيحة والتأصيلات الفاسدة؛ ليمرروا أهواءهم؛ وليبرروا سوءة قولهم وتقريرهم وتأصيلهم.
فإن نفي الكفر يعني إثبات ضده والعكس.
وهذا هو الأصل في الكتاب والسنة، وإطلاقات الأئمة من السلف، ومن تبعهم بإحسان في ذلك من الخلف.
والمكفرات باب واحد حالا ومآلا في أحكام الدنيا والآخرة.
ولا فرق بين الشرك والكفر في ذلك.
🎯 والفرق بين الكفار الأصليين والمسلم الواقع في مكفر، أن الأصليين لم ينطقوا بالشهادتين أصلا؛ فلم يلتزموا بها لا إجمالا فضلا عن التفصيل، فهم لم يدخلوا في الإسلام أصلا، فهم باقون على اليقين فيهم، وهو الكفر، بينما المسلم المتلبس بمكفر نطق بالشهادتين والتزم بها إجمالا، وهذا بالإجماع دخول منه في الإسلام، ثم هو يتعلم ما يجهله ويلتزمه.
ثم إن المسلم المتلبس بمكفر لا ينازع في كون الشرك ناقض للتوحيد، ولا أن الكفر مضاد للإيمان، وإنما إما جهل منه أن هذا الفعل مكفر أصلا، وأنه يناقض الإسلام، أو أنه يزعم أن هذا ليس كفرا أصلا؛ لشبهة عرضت له، أو دليل من الشرع نزع به، وهذا هو سر التفريق بينهما.
وهذا أصل المسألة التي من جهله؛ فسد تصوره لحقيقة هذا المقام، الذي زلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام، بخلاف الكافر الأصلي فإنه يسمي التوحيد سبا للآلهة التي يصرح بعبادتها، فهو يعلم أنه ليس بموحد، بل ينازع في قبول نسبة الوحدانية لله جل وعلا، ويجعله تنقصا لآلهتهم، التي يصرحون بإلاهيتها إستحقاقا وتسمية، ولا يقبلون نفي تعددها، ولهذا أبى الكفار النطق بكلمة التوحيد، بل وقاتلوا على ذلك، وصرحوا بعبادتها قوليا، بخلاف المسلم المتلبس بمكفر فافترقا.
وهذا من جنس ما عرض للأشاعرة والجهمية في توحيد الأسماء والصفات، فإنهم لم يثبتوا الصفة ثم هم يجحدونها، فإن فاعل ذلك كافر ولا كرامة، وإنما ينازعون في مدلولها ومعناها وحقيقتها، وهم بذلك واقعون في الشرك، ولكن السلف عذروهم حتى تقوم عليهم الحجة التي يكفر مخالفها.
🎯 والتفريق بين أنواع التوحيد إعذارا وإكفارا بدعة صلعاء، وجناية على جناب التوحيد، وهضم لحق رب العبيد جل الله في علاه.
وكما أننا لا نسوي بين من يقول الله ثالث ثلاثة ويصرح بعبادة غير الله نسبة وحقيقة لفظا وتسمية ومعنى، وبين من يقول لا إله إلا الله، فكذلك لا سواء بين الكافر الأصلي والمسلم المتلبس بمكفر، حتى تقوم الحجة التي يكفر مخالفها فيلحق بالكفار الأصليين. والله أعلم.
📌 البدع التي وقع فيها الذين خالفوا السلف في مسألة العذر بالجهل والتأويل المعتبر:
إليكها:
1- التفريق بين أنواع التوحيد.
2- التفريق بين الكفر والشرك في أحكام الدنيا والآخرة.
3- عدم التفريق بين النوع والعين.
4- عدم التفريق بين الكافر الأصلي والمسلم المتلبس بمكفر.
5-التفريق بين الأصول والفروع في مسألة الإعذار.
6-زعم أن من الدين ما هو خفي وجلي ويذهلون أن الخفاء منتف في جنب الشرع وإنما هو في وجود العلم به.
7-المسارعة إلى التمثيل قبل التأصيل ليعود نقضا على التأصيل ظنا منه أن العذر كله معتبر فلا يفرقون بين حال وحال بالنسبة للمسائل.
8- التفريق بين الخفي والجلي موهمين أن هناك من الشرع ما هو خفي خفاء مطلقا والجلي كذلك وهذا باطل فإنه ما بالشرع من خفاء لاسيما حق الله تعالى فما قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم حتى أقام به الملة العوجاء وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها ونهارها سواء وإنما الخفاء والجلاء أمر نسبي يتوقف على حال العبد مع العلم وحال العلم نفسه.
القول بأن معنى نفي الكفر عمن وقع في مكفر من المسلمين، في كلام السلف وكلام ابن تيمية، هو نفي للكفر المعذب عليه، لا نفي لاسم الكفر؛ هو عبث وغبث علمي، فليس هناك عند الإطلاق شيء اسمه نفي الكفر المعذب عليه، بل هو من البدع والمحدثات من انتخال الخلف، وإلا لصح أن نقول إن أهل الفترة ليسوا بكفار، وأن اليهود والنصارى وغيرهم ممن لم يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسوا بكفار، ولا شك أن هذا القول غاية في القبح والضلال والزندقة، وما ألجأ القوم إليه إلا أنهم اعتقدوا قولا ظنوه صوابا وحقا؛ فذهبوا ينتحلون الأقوال المتكلفة المبتدعة والمعاني القبيحة والتأصيلات الفاسدة؛ ليمرروا أهواءهم؛ وليبرروا سوءة قولهم وتقريرهم وتأصيلهم.
فإن نفي الكفر يعني إثبات ضده والعكس.
وهذا هو الأصل في الكتاب والسنة، وإطلاقات الأئمة من السلف، ومن تبعهم بإحسان في ذلك من الخلف.
والمكفرات باب واحد حالا ومآلا في أحكام الدنيا والآخرة.
ولا فرق بين الشرك والكفر في ذلك.
🎯 والفرق بين الكفار الأصليين والمسلم الواقع في مكفر، أن الأصليين لم ينطقوا بالشهادتين أصلا؛ فلم يلتزموا بها لا إجمالا فضلا عن التفصيل، فهم لم يدخلوا في الإسلام أصلا، فهم باقون على اليقين فيهم، وهو الكفر، بينما المسلم المتلبس بمكفر نطق بالشهادتين والتزم بها إجمالا، وهذا بالإجماع دخول منه في الإسلام، ثم هو يتعلم ما يجهله ويلتزمه.
ثم إن المسلم المتلبس بمكفر لا ينازع في كون الشرك ناقض للتوحيد، ولا أن الكفر مضاد للإيمان، وإنما إما جهل منه أن هذا الفعل مكفر أصلا، وأنه يناقض الإسلام، أو أنه يزعم أن هذا ليس كفرا أصلا؛ لشبهة عرضت له، أو دليل من الشرع نزع به، وهذا هو سر التفريق بينهما.
وهذا أصل المسألة التي من جهله؛ فسد تصوره لحقيقة هذا المقام، الذي زلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام، بخلاف الكافر الأصلي فإنه يسمي التوحيد سبا للآلهة التي يصرح بعبادتها، فهو يعلم أنه ليس بموحد، بل ينازع في قبول نسبة الوحدانية لله جل وعلا، ويجعله تنقصا لآلهتهم، التي يصرحون بإلاهيتها إستحقاقا وتسمية، ولا يقبلون نفي تعددها، ولهذا أبى الكفار النطق بكلمة التوحيد، بل وقاتلوا على ذلك، وصرحوا بعبادتها قوليا، بخلاف المسلم المتلبس بمكفر فافترقا.
وهذا من جنس ما عرض للأشاعرة والجهمية في توحيد الأسماء والصفات، فإنهم لم يثبتوا الصفة ثم هم يجحدونها، فإن فاعل ذلك كافر ولا كرامة، وإنما ينازعون في مدلولها ومعناها وحقيقتها، وهم بذلك واقعون في الشرك، ولكن السلف عذروهم حتى تقوم عليهم الحجة التي يكفر مخالفها.
🎯 والتفريق بين أنواع التوحيد إعذارا وإكفارا بدعة صلعاء، وجناية على جناب التوحيد، وهضم لحق رب العبيد جل الله في علاه.
وكما أننا لا نسوي بين من يقول الله ثالث ثلاثة ويصرح بعبادة غير الله نسبة وحقيقة لفظا وتسمية ومعنى، وبين من يقول لا إله إلا الله، فكذلك لا سواء بين الكافر الأصلي والمسلم المتلبس بمكفر، حتى تقوم الحجة التي يكفر مخالفها فيلحق بالكفار الأصليين. والله أعلم.
📌 البدع التي وقع فيها الذين خالفوا السلف في مسألة العذر بالجهل والتأويل المعتبر:
إليكها:
1- التفريق بين أنواع التوحيد.
2- التفريق بين الكفر والشرك في أحكام الدنيا والآخرة.
3- عدم التفريق بين النوع والعين.
4- عدم التفريق بين الكافر الأصلي والمسلم المتلبس بمكفر.
5-التفريق بين الأصول والفروع في مسألة الإعذار.
6-زعم أن من الدين ما هو خفي وجلي ويذهلون أن الخفاء منتف في جنب الشرع وإنما هو في وجود العلم به.
7-المسارعة إلى التمثيل قبل التأصيل ليعود نقضا على التأصيل ظنا منه أن العذر كله معتبر فلا يفرقون بين حال وحال بالنسبة للمسائل.
8- التفريق بين الخفي والجلي موهمين أن هناك من الشرع ما هو خفي خفاء مطلقا والجلي كذلك وهذا باطل فإنه ما بالشرع من خفاء لاسيما حق الله تعالى فما قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم حتى أقام به الملة العوجاء وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها ونهارها سواء وإنما الخفاء والجلاء أمر نسبي يتوقف على حال العبد مع العلم وحال العلم نفسه.