ديسمبر عام ٢٠٠٦، حصلت استخبارات الجيش الأمريكي على معلومات تفيد بأن الشيخ الشهيد أزهر الدليمي أُسندت إليه مهمة تنفيذ هجمات نوعية ضد القوات الأمريكية. تضمنت هذه المهام التخطيط لعمليات خطف جنود أثناء مرورهم عبر أنفاق قناة الجيش شرق الرصافة.
جاء اختيار الشيخ الدليمي لهذه المهمة بناءً على خبرته الاستثنائية، إذ كان تقريبًا الوحيد في ذلك الوقت، برفقة عدد محدود من رفاقه، ممن تلقوا تدريبات متخصصة في عمليات الخطف والاقتحام تحت إشراف مدربي حزب الله في إيران. ورغم امتلاك الاستخبارات الأمريكية لهذه المعلومات، نفذت المقاومة العراقية في مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٧ عملية نوعية تهدف الى أسر جنود أمريكيين كوسيلة للضغط من أجل إطلاق سراح معتقلين في سجون الاحتلال.
شارك في هذه العملية أكثر من ١٨٠ مقاتلًا، وتم توزيعهم على عدة مستويات لضمان نجاح المهمة. كان ١٤٠ مقاتلًا منهم مجهزين لتأمين الحماية فقط دون معرفة الهدف الحقيقي للعملية، إذ تم تكليفهم بمرافقة موكب الأسرى وتأمين طريقه الممتد من كربلاء الى بغداد عبر الحلة.
قاد القوة الضاربة، المكونة من ٤٠ مقاتلًا، الشيخ الشهيد أزهر الدليمي، الذي أشرف على التدريبات الدقيقة التي سبقت العملية. خضع المقاومون لتغيير في مظهرهم ليتطابق مع هيئة الجنود الأمريكيين، وتم تجهيزهم بملابس عسكرية أمريكية وهويات مزورة، بالإضافة الى استخدام عربات رباعية الدفع طراز “جي إم سي” مشابهة لتلك التي يستعملها قادة الاحتلال.
توزع الفريق المنفذ الى أربع مجموعات:
*مجموعتا إسناد: (١٠ مقاتلين) كُلّفتا بقصف القواعد المجاورة لإرباك الاحتلال.
*مجموعة هندسة: (٥ مقاتلين) زُرعت عبوات ناسفة لعرقلة ملاحقة قوات الاحتلال.
*مجموعات التنفيذ: تولت الهجوم المباشر وأسر الجنود الأمريكيين.
جهز المقاومون بعتاد عسكري متنوع، شمل مسدسات “Glock”، بنادق “M16”، رشاشات “PKC”، قاذفات “RPG”، ومدافع هاون، إلى جانب صواريخ “كاتيوشا”، “غراد”، و”سام ٧” للدفاع الجوي.
انطلق موكب المقاومة المموه ووصل الى محيط مركز التنسيق الأمني في كربلاء متظاهراً بأنه موكب أمريكي. عند البوابة، باغت مقاومان الجنود الأمريكيين بقنابل يدوية، مما سمح لبقية المجموعة باقتحام المبنى والسيطرة عليه. وقع الجنود الأمريكيون في حالة ارتباك، إذ لم يدركوا أن المهاجمين مقاتلون عراقيون إلا بعد أن كشف أحدهم عن هويته.
بعد اشتباكات قصيرة، تمكن المقاومون من أسر أربعة جنود أمريكيين، ونقلوهم في موكب مكون من عدة سيارات. بالتزامن مع ذلك، شنت مجموعات الإسناد هجمات صاروخية على قواعد الاحتلال في بغداد والحلة والديوانية لتشتيت انتباه العدو.
أثناء انسحاب الموكب، لاحقت قوات الاحتلال الرتل مستخدمة طائرات حربية وطائرات استطلاع. ومع تصاعد الاشتباكات، واشتداد الضغط، اضطر المقاومون الى اتخاذ قرار حاسم، تصفية الرهائن، وتبديل ملابسهم، وحرق الآليات العسكرية لتأمين انسحابهم عبر مركبات مدنية.