ثم يجدك الله تائهًا ويرشدك، والتيه في الدنيا عذابُ؛ والرشد فيها حرمانٌ ثم اعطاءُ؛ قبل عدَّة سنوات بلغت في الدنيا - ظنًا مني - علم في إحدى مجالات العلوم؛ فقمت بفرض شخصيتي بحجة أني متعلمة فكانت تأتيني أعداد مهولة من الاستشارات والأسئلة والشكاوي؛ التي ينبغي علي أن أتجاوب معها وأرشد صاحبها بما أظنه أنه الأنسب..، تتفاوت النصائح في مجال العلاقات، أو الحياة، أو حتى الجانب الروحي النفسي، ربما كنت أعتقد أني بلغت أعلى مراحل العلم، حتى أني ظننت أن العلم ينتهى هنا، أجمع مابين الدنيا والآخرة؛ أساعد الآخرين وأفرج كربتهم وأواسيهم، إلخ..!
مررت بهذه الخدعة خمسةَ سنوات من عمري؛ أعتقدت بها أني وصلت لمرحلة عليا، وهذه طرفة حياتي..
فجأةً انقلب حالي رأسًا على عقب، تغيرت وتيرةُ حياتي دون أي جهد مني، فقط دعوت بسجدتي أن لا أتوه، وأن لا يكون كل ما أعمله في الدنيا هباءً لا أجرَ له في الآخرة - هنا أقصد النيات، وما يمر به المرء من كثرة ثناء الآخرين له بالرياء عفانا الله منه-
مرَ وقت قصير بعد أن دعوت هذه الدعوة، لم أكن أعلم أن صدقي بهذه الدعوة أدى إلى خسارة كبيرة في متاع دنيتي، لم أخسر شيء واحد ربما عشرات الأشياء.. مر وقت كبير بعد هذه الحادثة، قررت بها الابتعاد عن الجميع؛ ربما عزلة إلى أن نجتمع في الجنَّة، قررت أن ألتزم وأتعاهد القرآن، فتعاهدته معاهدة ليست بالدائمة، فسرعان ما مر الوقت بي وتفلت مني حفظي، وهذا بسبب انشغالي! -رحمنا الله-
على الرغم أني بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي بعد عظيم ولا أملك سوى هذه القناة كي أقوم بنشر ما أشعر أنني أود مشاركته، فبالرغم من شعوري بالفراغ بعد ترك المواقع والعلاقات المتراكمة والشهرة الزائفة؛ إلا أن الفراغ امتلئ بشيء آخر وهو في واقع هذه الحياة ضرورة كنت جاهلةً عنها؛ فكانت حياتي مكرَّسة بين أعمال وأشغال محدودة بين عيني وشاشة الهاتف، ثم مر الوقت أكثر ووصلت إلى اكتشاف أن العلم الشرعي ليس مجرد كيف نصلي وكيف نحج أو نعتمر وزكاتنا وعباداتنا.. ، أيقنت بعد معرفتي جزء من هذه العلوم أني لا أفقه شيئًا، ولا أبلغ من العلم مقدار ذرَّة، وأني وإن كنت أُدين باعتذار فأول من سأعتذر منهم من ساعدتهم ومن لم أساعدهم في تلك الفترات، فكنت أشعر أن كلامي الوحيد الأخضر وكلام البقية به ألوان، ربما بعض الامتحانات تصفعك وتهدك، لكنها إن أصبت المسير أقامتك وبيّنت لك من أنت حتى تدرك حاجتك للناس وللعلماء بالذات، حتى تكسب العلم بطريقة جاهل لا يعرف سوى اسمه وكل ماسيقال في مجلسه جديد بالكلية عليه، العلم الشرعي أنهض شعورًا بداخلي لم أكن أتوقع أنه موجود!
لطالما ظننت أني في طريق سليمٍ صحيح، حتى أضاء الله لي طريقًا مسدودًا، فلا داعي لأن نغتر في هذه الدنيا الصغيرة، ولا لأن نتعالى بمجرد حفظنا معلومة أو معلومتان، فالتواضع سبب في رفع الانسان في الدنيا والآخرة.
ولا ننسى أهمية تقليل ساعات جلوسنا باستخدام الهواتف أو ماشابه ذلك، ويجب على الفرد دفع الجهل عن نفسه بتعلم الأساسيات؛ وأهمها عقيدته، وسنة نبيه، وأصول الفقه، وتفسير القرآن وفهم غريبه.
والله أعلى وأعلم.
#خاطرة
مررت بهذه الخدعة خمسةَ سنوات من عمري؛ أعتقدت بها أني وصلت لمرحلة عليا، وهذه طرفة حياتي..
فجأةً انقلب حالي رأسًا على عقب، تغيرت وتيرةُ حياتي دون أي جهد مني، فقط دعوت بسجدتي أن لا أتوه، وأن لا يكون كل ما أعمله في الدنيا هباءً لا أجرَ له في الآخرة - هنا أقصد النيات، وما يمر به المرء من كثرة ثناء الآخرين له بالرياء عفانا الله منه-
مرَ وقت قصير بعد أن دعوت هذه الدعوة، لم أكن أعلم أن صدقي بهذه الدعوة أدى إلى خسارة كبيرة في متاع دنيتي، لم أخسر شيء واحد ربما عشرات الأشياء.. مر وقت كبير بعد هذه الحادثة، قررت بها الابتعاد عن الجميع؛ ربما عزلة إلى أن نجتمع في الجنَّة، قررت أن ألتزم وأتعاهد القرآن، فتعاهدته معاهدة ليست بالدائمة، فسرعان ما مر الوقت بي وتفلت مني حفظي، وهذا بسبب انشغالي! -رحمنا الله-
على الرغم أني بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي بعد عظيم ولا أملك سوى هذه القناة كي أقوم بنشر ما أشعر أنني أود مشاركته، فبالرغم من شعوري بالفراغ بعد ترك المواقع والعلاقات المتراكمة والشهرة الزائفة؛ إلا أن الفراغ امتلئ بشيء آخر وهو في واقع هذه الحياة ضرورة كنت جاهلةً عنها؛ فكانت حياتي مكرَّسة بين أعمال وأشغال محدودة بين عيني وشاشة الهاتف، ثم مر الوقت أكثر ووصلت إلى اكتشاف أن العلم الشرعي ليس مجرد كيف نصلي وكيف نحج أو نعتمر وزكاتنا وعباداتنا.. ، أيقنت بعد معرفتي جزء من هذه العلوم أني لا أفقه شيئًا، ولا أبلغ من العلم مقدار ذرَّة، وأني وإن كنت أُدين باعتذار فأول من سأعتذر منهم من ساعدتهم ومن لم أساعدهم في تلك الفترات، فكنت أشعر أن كلامي الوحيد الأخضر وكلام البقية به ألوان، ربما بعض الامتحانات تصفعك وتهدك، لكنها إن أصبت المسير أقامتك وبيّنت لك من أنت حتى تدرك حاجتك للناس وللعلماء بالذات، حتى تكسب العلم بطريقة جاهل لا يعرف سوى اسمه وكل ماسيقال في مجلسه جديد بالكلية عليه، العلم الشرعي أنهض شعورًا بداخلي لم أكن أتوقع أنه موجود!
لطالما ظننت أني في طريق سليمٍ صحيح، حتى أضاء الله لي طريقًا مسدودًا، فلا داعي لأن نغتر في هذه الدنيا الصغيرة، ولا لأن نتعالى بمجرد حفظنا معلومة أو معلومتان، فالتواضع سبب في رفع الانسان في الدنيا والآخرة.
ولا ننسى أهمية تقليل ساعات جلوسنا باستخدام الهواتف أو ماشابه ذلك، ويجب على الفرد دفع الجهل عن نفسه بتعلم الأساسيات؛ وأهمها عقيدته، وسنة نبيه، وأصول الفقه، وتفسير القرآن وفهم غريبه.
والله أعلى وأعلم.
#خاطرة