- إشتِيـااق.. 🖤🥺

عزيزي الإنْتحار :

كيف حالك ؟
فعليّاً لا يهمّني إنْ كُنت بِخير أمِ العكس ولكنّه سؤال معتاد وُجب إلقائه في كل مرة

أعلم أنّه مِن الغريب مجيئي إليك في مثل هذا العُمر الصّغير ولكنّه الضّعف لا محاله

قُلت لك فيما مضى أنّه لن تُخطي إليك قدماي حتى و إن تآكل اليأس بِداخلي كل ماهو جميل هههه هُراء !

لطالما زُرت مخيّلتي بِوساوسك اللعينة و زيّنت أفكاري بأنّك المهرب الوحيد مِن هذا العبث ، ولكن كيف يكون الموت هو الأمان على الرغم مِن أنّه قدر مجهول يكسوه الغموض

حسناً هل يُمكنك التفرّغ بعض الوقت إلى شخص تافه عديم الفائدة ک أوّل قطعة في علبة الّتوست وصل بهِ اليأس أن يكتب إليك رسالة !

قُل لي كم مرة حاولت أنْ تُحب شخص و أنت مُتعب ! و على الرّغم مِن مرارتُك الدّاخلية أصبحتُ تحاول أنْ تحبّه بكل حلاوة العالم

أو كم مرة شعرت بأنّك لست في المكان المناسب ، تظلّ تراودك فكرة الإختفاء و لكن ليس هنالك مهرب .

أو كم مرة تظاهرت فيها بأنّك بخير و أنتَ الّذي كُنت على شفى حفرةً من البكاء ؟

هل جربّت أن يصيبك ذاك الجرح اللعين الذي يكون أسبابه
عائلتك ؟ سُحقاً أشعر و كأنه سيظل ينزف إلى الأبد...


صِف لي شُعورك عند إستيقاظك في الثّالثة فجراً تفكّر في كل ما حدث دفعةً واحدة و لم تجد من يشاركك حزنك

أو شعورك عندما تكون قريباً لأحدهم لدرجة الأذى أن يكون على دراية بكل ما هو قادر على كسرك و يقترفه بقلب من حديد دون شفقة ؟

في الواقع أنت لم تشعُر بكل هذا و لا يهمك كل هذا الخراب الذي يكسوا أيّامي أنت فقط تستمر في السيطرة عليّ حتّى تصل إلى مُبتغاك ... سأعترف لك أنني عجزتُ عن المقاومة و هذا الجرح الذي كان ينزف قد عجزتُ عن مُدواته ، حسناً يمكنك الدخول هذه المرّة ، مرحباً بك .

عِندمـا أختنِق، لاَ أجِد سِوا قلَمي لتَخفيفِ ضيقَ صدْري، لذَا تحملوا بعضً من فلسفاتي التي لا أرجوا من ورائهَا سوا تخفيفاً عمَّا يَضجُ بِداخلي ..

رُغم كُل الهواءَ الذي يَسعُ غرفتي، أشعُر بالإختِناق ..
أتذكر أننا أخذنا في حِصة العُلوم بأنَ الأوكسجينَ يمثل واحدٌ وعُشرونَ بالمِئةَ من نسبة الهواءَ الجوي، وأن هذهِ النسبَة كافيةٌ ومناسبةٌ لعملية التنفسِ لدينا، ولكن لآ أدري لمَا أشعُر أنا بالإختِناق الشَديد، آشعر بأن الأوكسجين لا يَصل لِلشراين التجاية التي تُغذي قلبي ..
وَدرستُ أيضاً في الجامِعة بأن نقصَ الأوكسجين للدِماغ لثوانٍ معدودة يؤدي إلى الإغماءَ، ثُم لما يُعرف بِحياة البرزخِ تِلكَ التي تقعُ بينَ العالمين، ومِن ثمَ للعالمْ الآخر حيثُ اللا عودَة ..
ولآكِنني رُغم أختناقِي لآ زِلتُ في الحياةِ الدُنيا
لآزلتُ هَـ هُنا أرىٰ وأتنفس، لم يغتشي نظري بَعد ولَم أفقدْ الإحساسَ بأطرافي ..
رُبما أختنَاقي ليسَ سَببهُ نقصاً في الأوكسُجين بلْ آلمْ في الرُوح أَصعبَ من أنْ يوصفْ أو أن تُشرحَ أسبابُه 💔

_برج الحوت.. ورقم حظك هو 7 صحيح؟

نظرت باستغراب مقطبة جبينها، ثم مططت شفتاها و قالت: كيف خمنت ذلك؟

_بضحكة واثقة أجاب : هذه القلادة التي ترتدينها على الداوم " حوت وينتهي ذيله بالرقم ٥٢" حاصل جمع اثنين وخمسة هو سبعة، وهو رقم حظك السعيد أليس كذلك؟

_ها ها ها ليس كذلك، أتظنني بهذه السطحية حتى أهتم بخزعبلات الأبراج و التكهن، ثم أنني لا أؤمن بأرقام وأحجار الحظ و ما شابهها..

_عجباً.. ماذا تعني لكِ رمزية الحوت إذن؟

انحنت للأمام قليلاً، واضعة يداها بجانبها وسحبت نفساً عميقاً ونظرت إليه بعينين متلألأتين ثم قالت:

_ترمز القلادة لحوت فريد ومجهول الهوية، يصدر إيقاع غير عادي عند تردد ٥٢ هرتز، وهو تردد أعلى بكثير وغير معروف أو مفهوم لدى فصائل الحيتان الأخرى، لذا لا يتمكنوا من سماع نداءه والتواصل معه، و قد وصف بأنه الحوت الأكثر وحدة في العالم.

- أصابني البرود في مشاعري ، لا أبكي عند الحزن .. ولا أصيح عند الصدمه ، أتألم بهدوء ، فقط أبالغ في الضحك حتى على أتفه الأسباب .

في عينيها رأيتُ حزن فلسطين ، و في قلبها وجدت خوف سوريا ، و في جوفها تكثفت سحب انفجارات العراق و بيروت ، و في ليبيا كلما خذِلت فقدت جنينا حتى أصبحت عاقرًا ، و في رجليها لبست أصفاد السّجن التي لا حرية بعدها إلا بإحتضانٍ من أرض أقصى شبه الجزيرة العربية حتى شمالِ أفريقيا فمتى ما ضمّ الشتاتان الشمل تبدل الحزن فرحًا و الخوفُ إقدامًا و شجاعةً و سحب الدخان ستصبحُ عبيرًا يفوح منه ياسمين الشام و تسمع عبره خرخرة نهر دجلة و فرات و يحمل في طياته الحب و السلام من أقصى شبه الجزيرة العربية حتى شمال أفريقيا ليلد بعدها أبناءًا يحرسون الأرض و يرونها جزءًا لا يتجزأ منهم و سيكونون فاطنين بما يكفي لمعرفة من يود مد يدِ العون حقًا و من يود بترها ، من هنا أقول أشتاق إلى أرض الشام التي لم أزورها ، لذا حبا بالله لا تنسوا أن لنا حربًا لا أمد لها مع محتلي القدس .

قاسية كما يظنُون لأنني لا أبكِي..
لكن على جسدي تُطبعُ كدماتٍ زرقاء و بنفسجية بعَددِ كُل صدمةٍ و ألم ..
يسكُن الليل تحتَ عيناي..
يحتَلُني صمتٌ غريب ليُخفي صرخَة..
يداي تَرتجِفان، وقلبي مُختلجٌ طوال اليوم..
كل هذَا بدَاخلي و لا يشعُر به أحَدٌ من حولي، لكنني قاسية .

فقط عندما تبتعد عن الضوضاء ستكتشف العالم
وفي بُعدك عن الضوضاء تتقرب إلى الله
ستعرف معنى الحياة و معنى الإسلام..
فلما جنّ الليل تدريجياً سـ ترى السلام و السكينة و الهدوء في حياتنا الدُنيا كما ذكرها سُبحانة و تعالى في قوله
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ).
و لكنّ عند البعض كأنه بداية لطريق تشقها لحياتنا الآخرة
بِكل أُلفة و محبة
تريد أن تزرع إسمك في السماء هذا عبدي يقوم الليل لأجلي
تتقرب إلى الله بالقول و العمل..
كـ قوله تعالى (‏إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ)..
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ)
نافلة لك فريضة زائدة لك دون الصلوات المفروضة
أي ذلك من عندك أن تقوم لله ليس بـ فرض
ولكن محبة لله، تقربًا ليس بطلب تريده من الله ولكن حتى
(عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)..
ليس بِعيب أن تتقرب إلى الله لأجل شيء ما
كـ طلب التوفيق والسداد في
( العمل _ الدراسة) أو ما إلى ذلك..
تقربك إلى الله بالدعاء و إن دل إنما يدل على إنك
على اليقين بأن الله سيستجيب كما ورد
الكثير في القرآن الكريم و تحديداً سورة الأنبياء..
و إنما يُحب الله أن تدعوه كـ قوله تعالى
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
فـ في سكينة الليل من دون البعض يدفعك نحو قيامك للصلاة حُباً لله و تدعوه
تضرعاً و خفية..
كأنه يُحب سماع صوتك يتلو له
ستعلم أن الله يحبك كلما إقتربت منه
فسيعطيك أكثر مما تطلبه..
فكن على يقين أن الحياة جميلة
و أن الله معك فقط إقترب منه

ولكنني خائِفة
‏من هذهِ الأيام
‏التي استوعبت متأخرةً فيها
‏أنني كبُرت
‏وأن الأشياء
‏أصبحت ضرورية
‏وأن صمتي لن يُفسر خجلاً
‏بل وقاحة
‏وأن طيشي لن يُقال عنه طفولة
‏بل سذاجة
‏أنا خائِفة وقلقة
‏لأنني كبُرت
‏والآن يترتب على عاتقي
‏حياة
‏لا أريدها
‏حياة
‏لم أحلم بِها
‏حياة
‏يتمناها الجميع سِواي

للذين من شدة ما تغيّرت الحياة معهم عودّوا أنفسهم ألّا يعتادوا على شيء ، ويعلمون أنهم فقدوا شيئاً من عُمقهم .

للذين قاموا بعزل أنفسهم وصنعو جدراناً من الجليد حولهم ، كي يعلم الجميع أن لا شيء وراء الجدار ولا حاجة للتقدم .

للذين يتألمون من أخطائهم ويسعدون بفقدان عقولهم خوفاً من استمرار الألم .

أنتم من بحثتم عن المعنى في كل شيء ، وبحث كل شيء عن المعنى في ذواتكم .

‏﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ﴾

‏رغم بشاعة الموقف الا أني شاهدت وبشكل مستمر طريقة تحول صديقي الذي أحب، إلى شخص غريب.. لا أعرفه.

Is being too beautiful a sin?

شخصٌ مثلِي لا يُطيل البقاء
يأتي لِيُغادر..
وفي داخله يودّ المكُوث!

تسألني رفيقتي في كلِّ مرةٍ أنجو فيها من سقوطٍ مريرٍ تجاوزته أو خذلان كبيرٍ مرّ بي أو فقداني لشخصٍ ما كيف لي أن تكونين بهذا البرودِ والثبات يبدو لي أنكِ اعتدتِ الأمر!
_اكتفي بالصمت وبداخلي العديد من الكلمات، وكيف للمرءِ أن يعتاد المعاناة، ولكنّ الحياةَ تُجبرني على الثبات رغم كل الضجيجِ بداخلي، ستستمر الحياة إن فقدتَ شخصًا ما، ستستمر الحياة إذا خانكَ من خان، لا بد لك أن تمضي وتبتسم وتتنفس كي تعيش، لابدّ لك أن تضحك وتحاول التناسي....
وإلّا لو كان الموتُ بالشيء السهل لكنّا اخترنا الموت منذ أول مرةٍ شعرنا بها بالفقدان وتلك المرات من الخدلان.

لازلت أرى طيفك في صغائر الأمور وأتفهها
فأراني كلما قرأتُ سطرًا عن الخيانة
وكلما سمعت قصةً عن غدر الصديق
وكلما جيء بذكر شخص لا يملك ذرةً من الرجولة
ترتسم صورتك فورًا في عقلي

تذكرتك اليوم
عندما لاحظت خصلات شعري الجميل تتساقط
شعرةً شعرة
تمامًا كما تساقطت صورتك في نظري.
وحينما سمعت نباح كلبٍ بالأمس
صدى صوته يرن بأذني حتى الآن
لكم يذكرني بصوتك وأنت تكذب أيها المخادع.

وأكاد أجزم أنك هيئت أمام ناظريّ
عندما كتبت المعلمة عنوان الدرس
(أياتُ المنافقين)
حتى أردت اخبارها باحضارك لتصبح نموذجًا حيًا لهذا الدرس
غير أنني توقفتُ في اللحظة الأخيرة حين أدركت كم -الهزايب- التي سأسمعها.

ولأن النهايات أخلاق
فسأكتفي بذكر ماكتبت
فكما تعلم..
لا أحب ذكر الغائبين بسوء.

أنا هادئ، هادئ جدًا
بشكل مرهق
لا أتحدث
ولا أجيد كلمات الحب والمواساة
أهرب دائمًا
من الأماكن
من النّاس
وبشكل مفرط من مشاعري
لذلك
تجدني أغادر دائمًا
وإن كان كُلي يريد البقاء
أغادر هكذا
كما أنا
ولا ألتفت أبدًا.

التراكمات..
تجعلني أشعُر أنَّ بداخلي بُركان
امتلئ إلى فوَهتِهِ بالآلام
و فاض على ما تبقى بي من لينٍ ، فتصَلَّب.

هكذا... راكمت حتى تغيَرت .