قناة الشيخ محفوظ بن الوالد (أبو حفص الموريتاني)


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: Blogs


القناة الرسمية للشيخ محفوظ بن الوالد (أبو حفص الموريتاني).
تويتر:
Twitter.com/AbuHafsMuritani

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
Blogs
Statistics
Posts filter


Forward from: كتائب الشهيد عز الدين القسام
"وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" [الأنفال:60]

عن زَيدِ بنِ خَالدٍ أنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال: "مَنْ جهَّزَ غَازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازيًا في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا". متفقٌ عليهِ

🔻 في شهر الجهاد والخير والعطاء؛ اجعل لنفسك سهماً في دعم المقاومة المدافعة عن مسرى نبينا ﷺ وخط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية.

📬 للاستفسار التواصل عبر العنوان الإلكتروني الرسمي الوحيد الخاص بالدعم لكتائب القسام:
fund@alqassam.ps

❌ لا توجد لدينا أي قنوات أو إيميلات أخرى.
🔔 جمهورنا الكريم ساهموا معنا بتعميم المنشور لأوسع نطاق.



#نصرة_المقاومة_واجب
#شارك_بمعركة_الإعداد


بعد مغرب اليوم تبدأ ليلة إحدى وعشرين وتوافق ليلة الجمعة، فتوافقت ليلة وتر وليلة جمعة.

وقد نقل ابن رجب في لطائف المعارف عن ابن هبيرة أنه قال :
إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر، فهي أرجى من غيرها في أن تكون ليلة القدر .
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية : إذا وافقت ليلة الجمعة احدى ليالي الوتر من العشر الأواخر، فهي أحرى أن تكون ليلة القدر بإذن الله.
#ليلة_القدر


الوقت وأهميته في رمضان

أهمية الوقت:
الوقت هو الحياة، وليس في هذا القول مبالغة، فوقت الإنسان هو عمره، فإذا انتهى عمره  انتهت حياته.

ولذلك فقولهم (الوقت من ذهب) كلام غير دقيق ، فالوقت لا يقدر بالذهب لأن الذهب يمكن تعويضه، والوقت لا يمكن تعويضه.

فكل يوم جديد هو خلق جديد، شاهد على الإنسان بعمله فيه، وإذا ذهب فإنه لن يعود، واليوم الذي يأتي بعده يوم آخر ، وشاهد آخر.

ومن أهمية الوقت أن الله سبحانه أقسم به في كتابه في مواضع متعددة، فأقسم بالفجر (والفجر وليال عشر).
وأقسم بالعصر (والعصر  إن الإنسان لفي خسر).
وأقسم بالضحى (والضحى ) وأقسم بالليل والنهار  (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى).

وأرشد سبحانه وتعالى إلى اغتنام الليل والنهار في العمل الصالح بقوله {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا}
ونبه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الوقت، وغفلة أكثر الناس عن تلك الأهمية بقوله {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ..) رواه البخاري.

وقد كان للسلف الصالح من هذه الأمة اهتمام عظيم بالوقت.
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه (يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك.)

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيءٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي.
ويقول الحسن البصري رحمه الله: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم  ودنانيركم.

ويقول ابن القيم رحمه الله:
إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

أهمية الوقت في رمضان:
وإذا كان ضياع أي جزء من وقت الإنسان في الأشهر العادية غبنا عظيما، فكيف إذا كان ذلك في هذا الشهر الكريم هذا الشهر الذي هو أفضل مواسم البر والعمل الصالح، من صيام، وقيام، وقراءة للقرآن، وإكثار من الذكر، وإحسان إلى الخلق؟!

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة طيلة السنة، ولكنه يخص رمضان بمزيد اجتهاد، ويخص العشر الأواخر منه باجتهاد أكثر من اجتهاده في غيرها من ليالي الشهر.. وكان يواصل أحيانا حتى يوفر وقت الطعام والشراب في العبادة.

من مظاهر تضييع الوقت في رمضان:
إن مما يؤسف له هذا الهدر الجنوني الذي يمارسه كثير من الناس لأوقاتهم في هذا الشهر الكريم.
والناس في ذلك الهدر أصناف ، فهنالك من يصرف وقته في معصية الله بدل طاعته في الشهر ، وهذا أسوأ الأصناف.

وهنالك من يصرف وقته في أمور مكروهة، أو مباحة،  ولكنه يسرف في ذلك كبعض الألعاب، وكالسهر على الكرة ونحوها..
وهذا غبن شديد.
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه       وأراه أسهل ما عليك يضيع

ومن مظاهر تضييع الوقت وهدره تحويل الليل إلى سهر وسمر في أمور إن لم تضر لم تنفع، وتحويل النهار إلى نوم وخمول وكسل ، فتضيع صلاة الجماعة، وربما ضاع وقت الصلاة بالمرة!!

ومن اكثر الناس تضييعا لوقته في رمضان النساء، حيث يضيع جل وقتهت بين إعداد ما لا يحتاج إليه من المأكولات، والمشروبات، ومشاهدة ما يضر ولا ينفع على الشاشات، والتسوق من أجل ما لا ضرورة له من الحاجات، والنوم في بقية الأوقات !!

هل تعلمون أن ثواب قراءة صفحة واحدة من المصحف هو ٥,٣٠٠ حسنة!!

وأن ثواب قراءة جزء واحد هو ١٠٦,٦٦٦ حسنة!!

وأن ثواب ختمة واحدة هو ٣,٢٠٠,٠٠٠ حسنة!!

الخيبة والخسران، لمن حرم بركة الوقت و الزمان!!

عمر الله أوقاتنا وإياكم بطاعته، وعبادته ، ومرضاته، وسددنا للجواب يوم نسأل عن أعمارنا وأوقاتنا ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه.)
رواه الترمذي من حديث أبي برزة وصححه الألباني.




بسم الله الرحمن الرحيم

تعزية

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقينا في المنتدى الإسلامي الموريتاني نبأ وفاة الشيخ العلامة محدث العصر أبي إسحاق الحويني رحمه الله تعالى.
لقد كان الشيخ الحويني -رحمه الله- عالمًا ربانيًا، ومحدثًا سنيا، على سنن أئمة السنة في العلم والعبادة، والدعوة إلى الله،  ونشر السنة، وتنقينها، والدفاع عنها. 
عاش الشيخ حياته ناشرا للسنة النبوية،  رواية ودراية في كتبه النافعة، ودروسه ومحاضراته القيمة،  التي أحيت علم الحديث،  ويسرته لطلابه،  وانتفع بها المسلمون في كل مكان.
ونحن في المنتدى الإسلامي الموريتاني نعزي أنفسنا أولا، ونتقدم بأصدق  التعازي إلى أسرة الشيخ الكريمة، وإلى طلابه ومحبيه، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويرفع درجته في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

الشيخ محفوظ بن الوالد (أبو حفص)
رئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني


Video is unavailable for watching
Show in Telegram


Video is unavailable for watching
Show in Telegram


Forward from: بوصلة المصلح | أحمد السيد
في الوقت الذي كان النبي ﷺ يعقد الصلح ويرسّخ السِّلْم في المجتمع المدني مع الكفار المخالفين له في الدين والعقيدة -أول ما قدم المدينة-: كانت الآيات تتنزل ببيان بطلان ما كانوا عليه وبتفنيد أقاويلهم ونسف شبهاتهم وكشف تاريخهم وبيان صحة الإسلام ومعالم منهجه والاستعلاء به على كل ما سواه من الأديان.
وهكذا كان الحال في مكة في زمن الاستضعاف، ففي الوقت الذي كان الله تعالى يأمر نبيه ﷺ بالصفح والعفو وترك القتال بنحو قوله:
(فاصفح عنهم وقل سلام) كانت الآيات تنزل متتالية في تقريعهم وتبكيتهم وبيان باطلهم وإبطال شبهاتهم وببيان الحق باستعلاء إيماني ومنهجي وفكري عظيم.

فالرسالة ثابتة في كل وقت، وبيانها لازم، وحقائقها مستعلية ويجب أن تبقى في نفوس المؤمنين مستعلية ولا يجوز المداهنة فيها ولا لبس الحق بالباطل فيها، وهي أساس لكلّ فعل تمكيني مستقبلي.

بينما الحركة والفعل تختلف بحسب الظروف والأحوال ما بين الحرب والسلم والاستضعاف والتمكين،
فتجد فيها مرحلة (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة) ثم مرحلة (فلما كتب عليهم القتال) وتجد فيها مرحلة "صلح الحديبية" ثم مرحلة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)

ومن يخلّ بهذه الثنائية في العلاقة بين الرسالة والحركة يقع في اللبس والتلبيس،

والدين أمانة الله وميثاقه وعهده (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين)

والموفق من وفقه الله


Forward from: 〰 قناة عبدالرحمن السيد 〰
جاء في صحيح مسلم: أن رسول الله ﷺ قال: (مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا)

وهذا الحديث يورَد في سياق فضل الصلاة على النبي ﷺ والحث عليها، وهذا صحيح بالطبع،
إلا أن لهذا الحديث معنى لا يقل أهمية عن ذلك، وهو بيان (تكريم الله نبيه ﷺ وتشريفه بهذا الفضل) الذي عمّ الخلق كلهم بسببه.

وهذا المعنى ورد في روايات أخرى جاء فيها أن هذا الخبر إنما أتى للنبي ﷺ من السماء في صيغة البشرى له، وأن النبي ﷺ قد سُرَّ به واستبشر، فقد ورد في النسائي (أن رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم جاءَ ذاتَ يومٍ والبِشرُ يُرى في وجْهِهِ فقالَ : أنَّهُ جاءني جبريلُ فقالَ : أما يرضيكَ يا محمَّدُ أن لاَ يصلِّي عليْكَ أحدٌ من أمَّتِكَ إلاَّ صلَّيتُ عليْهِ عشرًا ولاَ يسلِّمَ عليْكَ أحدٌ من أمَّتِكَ إلاَّ سلَّمتُ عليْهِ عشرًا).

وفي مسند أحمد من حديث أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : (أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ، يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ. قَالَ : " أَجَلْ، أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا).


٦-١١: التبكير، والمشي للجمعة، والدنو من الإمام، والإنصات للخطبة، وترك اللغو
عن أوسِ بنِ أوسِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يَركَبْ، ودنا من الإمام، واستمَعَ ولم يَلْغُ - كان له بكلِّ خطوةٍ عمل سنة.. أجرُ صيامها، وقيامها.)
(رواه أحمد، وابن حبان، صححه الألباني في صحيح الترغيب رقم: 690)

11: قراءة سورة الكهف فيها
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) ( رواه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم: 738)

12: الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن أوس بن أوس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:2212)

كان ذلك عن فضل الجمعة، وبعض أفضل الأعمال الصالحة فيها، فنسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا علمنا، وعملنا خالصين لوجهه الكريم.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}


بسم الله الرحمن الرحيم

فضل الجمعة وأفضل الأعمال فيها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الملائكة، فاختار منهم المقربين.
وخلق الإنس فاختار منهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وخلق السموات، فاختار منها السابعة، فاختصها بالقرب من عرشه.
وخلق الأرضين، فاختار منها المساجد، والبقاع المقدسة.
وخلق الزمان، فاختار من الأيام يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة، و من الليالي ليلة القدر، ومن الشهور شهر رمضان.
يقول ابنُ رجب الحنبلي رحمه الله : "وما من هذه المواسم الفاضلةُ موسمٌ إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ" (تفسير ابن رجب الحنبلي ، جمع وترتيب طارق بن عوض 1/532)
ولما كانت الجمعة أكثر هذه المواسم الفاضلة ترددا، حيث تأتي كل أسبوع، اخترنا أن يكون حديثنا هذا عن فضلها، وأفضل الأعمال الصالحة فيها.
وسوف نتحدث عن فضلها أولا، وأفضل الأعمال فيها ثانيا.

أولا : فضل الجمعة
ورد في فضل الجمعة عدد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك:
1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: (خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة ) (رواه مسلم)

2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ ) (رواه مسلم.)

3- وعن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: عُرضتِ الجمعة على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جاءه بها جبرائيلُ عليه السلام في كفِّه كالمرآة البيضاءِ، في وسطها كالنُّكْتة السوداء، فقال: (ما هذه يا جبرائيل؟ قال: هذه الجمعةُ، يَعرِضُها عليك ربُّك؛ لتكون لك عيدًا، ولقومك من بعدِك، ولكم فيها خيرٌ، تكون أنت الأولَ، وتكون اليهود والنصارى من بعدِك، وفيها ساعةٌ لا يدعو أحدٌ ربَّه فيها بخيرٍ هو له قَسْمٌ إلا أعطاه، أو يتعوَّذ من شرٍّ إلا دفع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يومَ المزيد)
(رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم 3761).
كان هذا عن فضل يوم الجمعة، وننتقل بعده إلى ذكر بعض أفضل الأعمال في هذا اليوم وليلته.

ثانيا: افضل الاعمال الصالحة في الجمعة
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن يوم الجمعة، والعمل الصالح فيه:
"فهو اليومُ الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، فاللهُ سبحانه جعل لأهلِ كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر." (زاد المعاد 1/386)
ومن افضل الأعمال الصالحة في الجمعة:
1: صلاة صبحها في جماعة
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إن أفضلَ الصلوات عندَ الله صلاةُ الصبح يومَ الجمعة في جماعة) (أخرجه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1119)

2: صلاة الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) (رواه مسلم)

٣-٥: الغسل، والسواك، والطيب
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (الغُسْلُ يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم، وأن يستنَّ، وأن يمسَّ طيبًا، إن وجد) (رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:4178)


Video is unavailable for watching
Show in Telegram
كلمة محفوظ بن الوالد (أبو حفص الموريتاني) رئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني في (حفل تكريم شركاء النصر) الذي نظمته حركة المقـ.اومة الإسـ.لامية حمـ.اس بقصر المؤتمرات في نواكشوط تكريما لموريتانيا الرسمية والشعبية على مناصرتها، ومؤازرتها لغزة.


Video is unavailable for watching
Show in Telegram
جاهد بمالك في رمضان!!

أهل غزة هم أحق الناس بالزكوات، والصدقات، والتبرعات.

والجهاد هو أفضل باب صرفت فيه أموال الكسب الطيب، وأفضل مصرف يتخلص فيه من أموال الكسب الخبيث.

الشيخ محفوظ بن الوالد (أبوحفص الموريتاني)


Forward from: قناة حسين عبد الرّازق (احتياطية)
Video is unavailable for watching
Show in Telegram
إذا فتح اللهُ عليك باب خير فيه أجرٌ عظيم فاصبر عليه وعلى ما يُصيبك فيه ولا تهرب منه

((واصبر لحُكم ربك))


5- الذكر
ذكر الله تعالى من أفضل القربات، وأجَل الطاعات.
قال تعالى: {ولَذِكرُ اللهِ أكبَرُ} [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: {فاذكروني أذكُرْكم} [البقرة: 152]، وقال تعالى: {واذكروا اللهَ كثيرا لعلكم تُفلِحون} [الجمعة: 10].
وعن أبي أمامةَ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لَأَنْ أقعُدَ أذكرُ الله تعالى، وأكبرُه، وأحمدُه، وأسبحُه، وأهلِّلُه، حتى تطلع الشمس؛ أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تَغرُب الشمس؛ أحب إلي من أن أعتِق أربع [رقابٍ] من ولد إسماعيل) رواه أحمد بإسناد حسن.

وتزداد أهمية الذكر وفضله وأجره في شهر رمضان.

6- الدعاء
الدعاء هو مُخ العبادة، وروحُها، بل هو العبادة نفسها.
قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، وقال تعالى: {اُدعُوا ربَّكم تضَرُّعًا وخُفيةً إنه لا يحب المعتدين} [الأعراف: 55].

وللدعاء ارتباط وثيق بالصيام، ولذلك جاءت آية الدعاء بين آيات الصيام في سورة البقرة، فقال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوةَ الداعِ إذَا دَعَانِ} الآية [البقرة: 186].

وكان -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند فِطرِه.
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وحسَّنَه: (ثلاثٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفطِر، والإمامُ العادل، ودعوةُ المظلوم).
ولذلك ينبغي الحرص على الدعاء والاجتهاد فيه في هذا الشهر الكريم.

7- صلةُ الرحم:
مما ينبغي الحرص عليه في شهر رمضان وغيرِه صلةُ الرحم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيُكْرِم ضيْفَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَصِلْ رحِمَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خيرا أو لِيَصمُتْ» متفق عليه.

وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى خلق الخلق، حتى إذا فَرَغَ منهم قامتِ الرحمُ فقالت: هذا مَقامُ العائذِ بك من القَطِيعة!، قال: نعم، أما ترضَينَ أن أَصِلَ من وصَلك، وأقطَعَ مَن قَطَعَك؟، قالت: بلى، قال: فذلكَ لكِ، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرؤوا إن شئتم: {فهَل عَسَيتُم إن تولَّيتم أن تُفسِدوا في الأرضِ وتُقَطِّعوا أرحامَكم * أولئكَ الذين لعَنَهمُ اللهُ فأصَمَّهم وأعمَى أبصارَهم} [محمد: 22 - 23]) متفق عليه.
وفي رواية للبخاري: فقال الله تعالى: (مَن وصَلَكِ وصَلْتُه، ومن قَطَعَكِ قطَعتُه).

8- العمرة
من أفضل الأعمال في شهر رمضان العمرة، فعنِ ابنِ عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عمرةٌ في رمضانَ تَعدِلُ حَجةً - أو حَجةً معي) متفق عليه.

وهنالك حجة وعمرة يومية ينبغي الحرص عليها، وعدم التفريط فيها، خاصة في هذا الشهر الكريم، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى الفجرَ في جماعةٍ ثم قَعدَ يَذكرُ اللهَ حتى تَطلُعَ الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ وعُمرة»، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّة» رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني.

9- الاجتهاد في العشر الأواخر
عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشرُ أحيا الليل، وأيقظَ أهلَه، وجَدَّ وشَدَّ المِئْزَر) رواه مسلم.
وقالت رضي الله عنها: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يَجتهدُ في غيرِه) رواه مسلم.

10- الاعتكاف
الاعتكاف سنة حافظ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، فينبغي الحرص عليها في شهر رمضان.
عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يَعتكفُ العشر الأواخرَ من رمضان، حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجُه من بعدِه) متفق عليه.

11- تَحَرِّي ليلةِ القدرِ وقيامُها
ليلةُ القدر خير من ألف شهر، ومن فضلها أن القرآن نزل فيها.
قال الله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1].
وهي ليلة مباركة قال تعالى فيها: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} [الدخان: 3] الآيات..

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتِسابا غُفر له ما تقدمَ من ذنبِه) متفق عليه.

وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابتُه يتَحَرَّونها بالقيام والاجتهاد في الطاعة.

تقبل الله صيامنا وصيامكم، وقيامنا وقيامكم، وضاعف لنا ولكم الأجر.

وكلَّ عام وأنتم بخير..


أفضل الأعمال في شهر رمضان
للشيخ محفوظ الوالد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
وبعد..
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء من مخلوقاته، ويختار من كل خلق أفضلَه وأكملَه.
اختار من الملائكة المقربين، ومن الناس الرسلَ والنبيين.
واختار من السماوات السابعةَ، فجعلها مقر المقربين من ملائكته، والأقرب إلى كرسيه وعرشه.
واختار من البقاع والأمكنة أشرفَها كالمساجد، ومكةَ المكرمة فخصها بما خصها به.
واختار من الأزمنة أفضلَها كيوم الجمعة، ويومِ عرفة، وليلةِ القدر.
وأفضلُ الشهور التي اختارها سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك.

ولما كانت عظمةُ الزمان والمكان تدل على عظمة أجر الأعمال الصالحة فيه، وكانت الأعمال كثيرة ومتنوعة، كان من المهم بيان أفضل الأعمال التي ينبغي أن ينشغل بها العبد في شهر رضمان المبارك.
وهذا هو موضوع هذه الكلمة التي سوف نقتصر فيها على ذكر بعض من أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم، وهي:

1- الصيام
الصيام من أفضل الأعمال عند الله تعالى سواء كان في رمضان أو غيره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم) متفق عليه.

ويزداد فضل الصوم إذا كان في شهر رمضان الذي اختصه الله تعالى بفرض صيامه على عباده.

قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.

2- القيام
قيام الليل من أفضل الأعمال، فقد أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {ومِن الليل فتهجَّدْ به نافلةً لكَ عسى أن يبعثَك ربُّك مقامًا محمودا} [الإسراء: 79].

ووصف به عباده الصالحين بقوله: {كانوا قليلا من الليل ما يَهجَعون} [الذاريات: 17].
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم من الليل حتى تَتَفطَّرَ قدَماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدا شكورا!» متفق عليه.

ويتأكد قيام الليل، ويزداد فضله في شهر رمضان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.

ويحصل قيام كلِّ ليلة بصلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف.
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قام مع إمامه حتى ينصرِف كُتب له قيامُ ليلة) رواه أحمد والترمذي وصححه.

3- قراءة القرآن
قراءة القرآن -في أي وقت- من أفضل الأعمال عند الله، فعن أبي أمامة -رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) رواه مسلم.

ويزداد فضل قراءة القرآن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فهو شهر القرآن بامتياز.
ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يخصص من وقته للقرآن ومدارسته في رمضان ما لا يخصص في غيره.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجوَدَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يَلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلَرَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.

4- الصدقة
الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.
قال تعالى: {مَثَلُ الذينَ يُنفِقونَ أَموَالَهمْ فِي سبيلِ اللهِ كمَثَلِ حبةٍ أَنبتَتْ سَبعَ سَنابِلَ فِي كلِّ سُنبلةٍ مِئةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ} (البقرة/261).

ويزداد أجر الصدقة وفضلُها في شهر رمضان.
ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجوَدَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يَلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلَرَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.

ومن أفضل الصدقة في شهر رمضان تفطير الصائمين، فعن زيدِ بنِ خالدٍ الجُهَنِيِّ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن فطَّر صائما كان له مثلُ أجرِه، غيْرَ أنه لا يَنقُصُ من أجرِ الصائمِ شيء) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبان، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.


بسم الله الرحمن الرحيم

المفاضلة بين أعمال القلوب
وأعمال الجوارح
(كلام نفيس وفقه عزيز للإمام ابن القيم رحمه الله)

ونحن في بداية شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات، والبركات، والأعمال الصالحات، رأيت من المفيد إعادة نشر كلام نفيس، نابع من فقه عزيز للإمام ابن القيم رحمه الله في المفاضلة بين أعمال القلوب، وأعمال الجوارح.

ولا يمنعنك -أخي الكريم الكريم- من استكمال قراءة هذه الجواهر استطالة الكلام فيها، فإنه كلام نفيس، ومعنى عزيز، وقد لا تجده على هذا النحو عند غير هذا الإمام الموفق رحمه الله.

يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه (الفوائد):
"فاعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته، لا ببدنه. "والتقوى في الحقيقة تقوى القلوب، لا تقوى الجوارح، قال تعالى:{ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.
وقال: {لن ينال الله لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (التقوى ههنا) وأشار إلى صدره (رواه مسلم) فالكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة، وعلو الهمة، وتجريد القصد، وصحة النية مع العمل القليل أضعافَ أضعافِ ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير، والسفر الشاق، فإن العزيمة والمحبة تذهب المشقة، وتطيب السير، والتقدم.
"والسبق إلى الله سبحانه إنما هو بالهمم، وصدق الرغبة، والعزيمة، فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل، فإن ساواه في همته تقدم عليه بعمله.
"وهذا موضع يحتاج إلى تفصيل يوافق فيه الإسلام الإحسان.
"فأكمل الهدي هدي رسول الله، وكان موفيا كل واحد منهما حقَّه، فكان مع كماله، وإرادته، وأحواله مع الله، يقوم حتى ترم قدماه، ويصوم حتى يقال لا يفطر، ويجاهد في سبيل الله، ويخالط أصحابه، ولا يحتجب عنهم، ولا يترك شيئا من النوافل والأوراد لتلك الواردات التي تعجز عن حملها قوى البشر.
"والله تعالى أمر عباده أن يقوموا بشرائع الإسلام على ظواهرهم، وحقائق الإيمان على بواطنهم، ولا يقبل واحدا منهما إلا بصاحبه وقرينه.
"وفي المسند مرفوعا: (الإسلام علانية، والإيمان في القلب.)
"فكل إسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة، فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن.
"وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع، ولو كانت ما كانت، فلو تمزق القلب بالمحبة، والخوف، ولم يتعبد بالأمر، وظاهر الشرع ، لم ينجه ذلك من النار.
"كما أنه لو قام بظواهر الإسلام، وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم ينجه من النار.
"وإذا عرف هذا فالصادقون السائرون إلى الله والدار الآخرة قسمان:
قسم صرفوا ما فضل من أوقاتهم بعد الفرائض إلى النوافل البدنية وجعلوها دأبهم، من غير حرص منهم على تحقيق أعمال القلوب ومنازلها وأحكامها، وإن لم يكونوا خالين من أصلها، ولكن هممهم مصروفة إلى الاستكثار من الأعمال.
"وقسم صرفوا ما فضل من الفرائض والسنن إلى الاهتمام بصلاح قلوبهم، وعكوفها على الله وحده، والجمعية عليه، وحفظ الخواطر والإرادات معه، وجعلوا قوة تعبدهم بأعمال القلوب من تصحيح المحبة والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة.
"ورأوا أن أيسر نصيب من الواردات التي ترد على قلوبهم من الله، أحب إليهم من كثير من التطوعات البدنية، فإذا حصل لأحدهم جمعية، ووارد أنس، أو حب، أو اشتياق، أو انكسار وذل، لم يستبدل به شيئا سواه البتة، إلا أن يجيء الأمر، فيبادر إليه بذلك الوارد إن أمكنه، وإلا بادر إلى الأمر، ولو ذهب الوارد.
" فإذا جاءت النوافل، فههنا معترك التردد، فإن أمكن القيام إليها به فذلك، وإلا نظر في الأرجح، والأحب إلى الله، هل هو القيام إلى تلك النافلة، ولو ذهب وارده، كإغاثة الملهوف، وإرشاد ضال، وجبر مكسور، واستفادة إيمان، ونحو ذلك، فههنا ينبغي تقديم النافلة الراجحة.
" ومتى قدمهما لله رغبة فيه، وتقربا إليه، فإنه يرد عليه ما فات من وارده أقوى مما كان في وقت آخر.
"وإن كان الوارد أرجح من النافلة، فالحزم له الاستمرار في وارده، حتى يتوارى عنه، فإنه يفوت، والنافلة لا تفوت.
"وهذا موضع يحتاج إلى فضل فقه في الطريق، ومراتب الأعمال، وتقديم الأهم منها فالأهم .
"والله الموفق لذلك لا إله غيره ولا رب سواه"
(الفوائد لابن القيم ص153)


Video is unavailable for watching
Show in Telegram
(الصوم جنة...)
حقيقة الصيام، وبعض من آدابه، وثماره.
الشيخ محفوظ بن الوالد (أبو حفص الموريتاني )
رئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني




Video is unavailable for watching
Show in Telegram
بماذا نستقبل رمضان؟
الشيخ محفوظ بن الوالد
(أبو حفص الموريتاني)

20 last posts shown.